«دربي» الضاحية أصفر. انتهت «مواجهة» الجارين برج البراجنة وحارة حريك لمصلحة البرج، مع فوز فريق المنطقة على شباب الساحل 1 - 0، على ملعب بحمدون في ختام الأسبوع الواحد والعشرين من بطولة الدرجة الثانية لكرة القدم.هكذا، انتهت «موقعة» الصراع على الصعود إلى الأولى بحجز البرج «نصف مقعد»، واضعين قدماً في الدرجة الأولى، بعد غياب دام 15 عاماً. انتهى اليوم المنتظر بين الجارين اللدودين بانتصار بُرجي وضع الساحليين في مأزق.
«ملائكة» الانتخابات كانت حاضرة. فرئيس شباب الساحل فادي علامة مرشح للانتخابات، وجمهور البرج «أصوات» مفترضة له. أمرٌ أرخى بظله على المباراة قبل أيام من إقامتها. كثيرون كانوا ينتظرون ما ستؤول إليه الأمور، لكن واقع الترتيب فرض مواجهة من العيار الثقيل فاز فيها البرج وأصبح يحتاج إلى نقطة من مباراته المقبلة مع المبرة، بشرط خسارة الساحل أمام الغازية الذي تصدَّر الترتيب بفوزه على الاجتماعي أمس. إذاً سيكون الأسبوع الأخير حاسماً على صعيد الصعود إلى الدرجة الأولى، وبارداً في أسفل الترتيب بعد تأكّد هبوط الشباب مجدل عنجر والأمل معركة ونجاة الحكمة الذي ربح الجمعة.
أمس تحولت بلدة بحمدون إلى فرعٍ ثانٍ لمنطقة برج البراجنة، التي زحف أهلها إلى البلدة الجبلية، رغم قرار إقامة المباراة دون جمهور. قرار تحوّل إلى حبر على ورق خارج سور الملعب، مع انتشار البرجيين على الأبنية المحيطة وفي الأحراج وعلى سور الملعب. جمهور كبير لوّن المباراة في بعض الأحيان، وشوَّهها في أحيان أخرى مع إطلاق الهتافات والشتائم بحق الساحل وإدارييه بنحو معيب ومخز. قد يكون مفهوماً تفلّت البعض وإطلاقهم للشتائم، لكن أن تكون الشتائم على المذياع المخصص لقيادة الجمهور وتوجيههم، فهذا أمرٌ مرفوض ويصيب البرجيين إدارةً وجمهوراً قبل الساحليين.
قاد مدرب البرج فريقه من فوق الشجرة خلف سور الملعب


الحضور الجماهيري لفريق البرج استفزّ الساحليين، الذين التزموا قرار الاتحاد ولم يحشدوا جمهورهم، بعكس البرج، فحاول بعض إدارييهم تغيير المعادلة عبر رفض اللعب إلا بعد رحيل الجمهور. لكن القرار الاتحادي كان واضحاً. فالجمهور هو خارج الملعب، وأُبلِغ الساحليون برسالة: «إذا عجبكم لعبوا وإذا لأ ما تلعبوا». أمرٌ فرض على الضيوف خوض المباراة والقبول بالأمر الواقع، على أمل حسم الصعود إلى الدرجة الأولى الذي كان يكفيه التعادل.
أمرٌ لم يتحقق، أولاً لأن الساحليين أهدروا فوزاً كان في متناول اليد، حيث بدا بعض اللاعبين كأنهم لا يريدون الفوز، فيما كان بعض آخر عبئاً وعنصراً سلبياً، كالسنغالي مامادو درامي، والأرميني زافين بادويان. فالأول أضاع الفرص بطريقة غريبة، وخسر الكثير من الكرات لمصلحة الخصم، إضافة إلى البحث عن البطاقات الصفراء، فنال واحدة، وكان قريباً من الحصول على الثانية. أما الثاني، فلم يظهر بالصورة التي دأب على تقديمها في المبارايات الماضية.
هذا لا ينتقص من حق البرج بالفوز، فكان لاعبوه مقاتلين على أرض الملعب، وخصوصاً مسجّل الهدف علي فقيه، وإيتو، وعلي واصف، وغيرهم من اللاعبين. كل هؤلاء كانوا يلعبون لمنطقتهم ولحلم العودة إلى الدرجة الأولى، ولمدربهم حسن المقداد «ميدو»، الموقوف اتحادياً والذي لم يجد سوى الرصيف قرب الملعب، لعقد اجتماعه الفني مع اللاعبين قبل المباراة، لأنه لا يحق له الدخول إلى الملعب. كذلك فإنه قاد فريقه وهو على شجرة خلف سور الملعب عبر الهاتف، متواصلاً مع الجهاز الفني على مقاعد الاحتياط.
قد تكون الدقيقة 56 من اللقاء، من الدقائق التاريخية للبرج. فحينها سجّل فقيه هدف الفوز، لكن لا شك في أن المباراة مع المبرة في الأسبوع المقبل ستكون محفورة في أذهان البرجيين، سواء كذكرى رائعة في حال فوز البرج وعاد إلى الدرجة الأولى، أو خسر وبقي في الثانية لكونه يتساوى مع الساحل بالنقاط (47 لكل منهما)، ويتفوق البرج بفارق المواجهات في المركز الثاني.