والحديث هنا عن لاعبين أمثال الفرنسي ليليان تورام الذي لعب في البداية كظهير أيمن ثم كقلب دفاع مكوّناً ثنائياً رائعاً مع كانافارو، والأوروغوياني باولو مونتيرو الذي لعب في صفوف "البيانكونيروي" طيلة 9 أعوام بين 1996 و2005 وأحرز معه الكثير من الألقاب، وكذلك الألماني يورغن كولر الذي ترك بصمة في مطلع التسعينيات حتى منتصفها بعدما التحق بـ"اليوفي" عقب التتويج بمونديال 1990 في الأراضي الإيطالية بالذات وأحرز معه لقب كأس الاتحاد الأوروبي (يوروبا ليغ حالياً).
بالتأكيد، هوفيديس ليس بمثابة توارم أو مونتيرو أو كولر، لكن هذا لا يمنع من أن "اليوفي" أحسن الانتقاء، إذ إن لاعب شالكه من أفضل المدافعين في السنوات الأخيرة في الكرة الألمانية وقد كان في عداد التشكيلة التي أحرزت كأس العالم 2014 في البرازيل وصاحب التسديدة الرأسية التي أصابت القائم الأيسر لمرمى الأرجنتين في النهائي، وهو يتمتع بالصلابة وقوي في الالتحامات الأرضية والهوائية، فضلاً عن شخصيته القيادية التي جعلته قائداً لفترة طويلة لشالكه، أضف إلى خبرته بسنواته الـ 29، وهو بالتالي قادر على تشكيل ثنائي مميز مع كييليني، كما يمكن الاستعانة به في مركز الظهير الأيمن الذي لعب فيه أيضاً إذا دعت الحاجة.
مدافعون ألمان كبار مرّوا على ملاعب إيطاليا قبل هوفيديس
وصول هوفيديس إلى إيطاليا لا يمكن إلا أن يعيد إلى الذاكرة مدافعين ألمان سبقوه إلى هناك وأثبتوا كفاءتهم في "بلاد المدافعين". القائمة تطول هنا، إذ كان لافتاً أن أربعة من مدافعي "المانشافت" الفائز بمونديال 1990 لعبوا وبرزوا في "السيري أ"، وهم فضلاً عن كولر وشتيفان رويتر في يوفنتوس كل من: أندرياس بريمه مع إنتر ميلانو وتوماس بيرتهولد مع هيلاس فيرونا ثم روما، وهناك أيضاً في تلك الفترة ماتياس سامر مع إنتر وبعده كريستيان تسيغه مع ميلان. لكن قصة المدافعين الألمان مع "السيري أ" تعود إلى أبعد من ذلك بكثير، إذ إن كارل-هاينز شنيلينغر الذي ارتدى قميص "المانشافت" في مونديالات 58 و62 و66 و70 تألق في صفوف ميلان بين 1965 و1974 وأحرز معه لقب كأس الأندية الأوروبية البطلة (دوري الأبطال حالياً) مرتين.
هوفيديس يحمل الآن مشعل هؤلاء المدافعين الألمان في الملاعب الإيطالية وليس في أي فريق. الفائدة ستكون متبادلة بين هوفيديس ويوفنتوس، إذ إن الألماني يمتلك المواصفات اللازمة ليكون في خط دفاع "البيانكونيري" ويقدّم له الإضافة، وفي المقابل فإن تجربته في هذا الفريق وتحت قيادة ماسيمليانو أليغري وفي بطولة مثل "السيري أ" ستُغني تجربته، أما مدرب ألمانيا يواكيم لوف، فبالتأكيد، سيكون أكثر السعداء بهذه الصفقة قبل صيف المونديال المقبل.