ليس بجديد على ألمانيا تقديم الحراس الأكفأ على الساحة الأوروبية. المدرسة الألمانية في الحراسة تعدّ، إلى جانب الإيطالية، الأكثر ريادة في هذا المجال. لطالما خرّجت بلاد "القيصر" فرانتس بكنباور حراساً عمالقة أبدعوا في التصدي للكرات، وأدخلوا الرعب في قلوب المهاجمين.كان ذلك مع سيب ماير في فترة السبعينيات، وهارالد شوماخر في الثمانينيات، وبودو إيلغنر وأندرياس كوبكه في التسعينيات، وأوليفر كان وينس ليمان في مطلع الألفية الجديدة، والآن بوجود مانويل نوير ومارك – أندريه تير شتيغن.
مدرسة الحراسة الألمانية ولّادة وهي تحظى بإعجاب الأغلبية

بالنسبة الى نوير لا يختلف اثنان على أنه أحد أفضل الحراس في العالم حالياً، إن لم يكن أفضلهم على الإطلاق، والذي لا تخلو لوائح الجوائز الفردية من اسمه، وآخرها الكرة الذهبية لموسم 2015-2016. وبطبيعة الحال فإن وجوده في بايرن ميونيخ يمثّل عامل طمأنينة للجميع في ملعب "أليانز أرينا"، حيث إن مسألة خروجه من الفريق تعدّ من "سابع المستحيلات"، وقد جرّبت بعض الفرق ذلك وفشلت فشلاً ذريعاً، وآخرها ما حُكي عن اهتمام كبير من الإسباني جوسيب غوارديولا بضمه إلى مانشستر سيتي الإنكليزي فور وصوله للإشراف عليه.
أما بالنسبة الى تير شتيغن، فيكفي القول إن فريقاً بحجم برشلونة الإسباني ضمّه من بوروسيا مونشنغلادباخ للتأكد من أنه أحد أفضل الحراس في "القارة العجوز"، ولم يكتفِ النادي الكاتالوني بذلك بل أطاح حارسه الأساسي التشيلياني كلاوديو برافو من أجل أن يصبح "الملعب خالياً" للألماني وأكثر، فإنه مدد عقده قبل فترة، علماً أيضاً أن غوارديولا حاول ضمه قبل برافو بحسب ما كشف الإسباني عشية مباراة سيتي و"البرسا" الأخيرة.
لكن نوير وتير شتيغن لا يعكسان وحدهما ريادة الحراسة الألمانية في الساحة الأوروبية، إذ إن حراساً ألمان آخرين يتوزعون في فرق كبرى في بطولات أخرى.
الحديث هنا هو عن كيفن تراب، الذي تعاقد معه باريس سان جيرمان الفرنسي من صفوف أينتراخت فرانكفورت الموسم الماضي، وتمكن سريعاً من حجز المركز الأساسي بدلاً من الإيطالي سلفاتوري سيريغو، لكن رحيل المدرب لوران بلان ومجيء الإسباني أوناي إيمري لم يصبّ في مصلحته، حيث بات يتبادل الأدوار مع الحارس الموهوب ألفونس أريولا.
هذا الموسم أيضاً كان شاهداً على ريادة الحراس الألمان، حيث شهد الدوري الإنكليزي الممتاز الأقوى في العالم مجيء اثنين منهم إلى ربوعه بعد التجربة الناجحة لليمان في الأراضي الإنكليزية.
فقد تعاقد ليستر سيتي حامل اللقب مع رون – روبرت زيلر من هانوفر لينافس الدنماركي كاسبر شمايكل على مركزه، وقد أدّى على نحو جيد في المباريات التي شارك فيها.
من جهته، فقد حصل ليفربول على خدمات لوريس كاريوس من ماينتس. كاريوس أثبت جدارته سريعاً بتقديمه أداء مميزاً منذ مجيئه إلى ملعب "أنفيلد رود" ليُجلس البلجيكي سيمون مينيوليه على مقعد البدلاء قبل أن يحسم مدرب الفريق، الألماني الآخر يورغن كلوب، خياره أول من أمس بإعلانه أن مواطنه هو الحارس الرقم واحد في "الريدز" نظراً لاقتناعه التام بقدراته وخصوصاً انه يبلغ من العمر 23 عاماً فقط.
لا شك هنا في أن هؤلاء الحراس الألمان الذين يذودون عن مرمى أفضل الفرق الأوروبية سيتبعهم المزيد مستقبلاً، إذ إن المدرسة الألمانية ولّادة في هذا المجال وهي تحظى بإعجاب الأغلبية وإجماعهم على تفوّقها. هذه المدرسة التي يقول عنها هارالد شوماخر: "في ما يخص حراس المرمى، نعدّ النموذج المثالي والأفضل على الإطلاق. منذ سنوات وألمانيا تتفوّق على الكثير من البلدان الأوروبية الكبيرة، وبفضل تحليلات الكومبيوتر بات الحراس يتمرنون بدقة عالية ويجري التعامل معهم بكيفية أكثر تعقيداً".