علي صفا
كبرت مشكلة النجمة وجمهوره وتطايرت أشلاء الهتافات المذهبية والسياسية، على مدرج المدينة الرياضية، فطالت إدارة النجمة ومرجعيات وزعامات، وخرج الفريق خاسراً والإدارة مشوّهة والجمهور منقسماً والأوادم مزعوجين، وخرج الضيوف «المحرّق» فائزين ومتسائلين: هل هذا المشهد حقاً في لبنان المنتصر العظيم؟
أمام المشهد تناثرت الأسئلة: ما الذي أوصل الأمور الى هذا المهوار؟ ومن يدفع النجمة، ولماذا تفجرت الأمور في العهد الحريري بالذات، وهو يقدم إلى النجمة ما يقدم؟
  • نجمة العهد الذهبي
    لم يشهد تاريخ النجمة هكذا مشاهد مزرية وانقسام بين جمهوره الكبير الكبير، بل كان على مدى ثلاثين عاماً وأكثر يمثل لبنان وروح الملاعب، وكان يقاوم من يحاول التعدي على حقوقه أو إفلاسه أو إسقاطه فيدفع ويدافع عنه في أصعب الظروف، كل هذا في عهد رئيسه عمر غندور الذي عرف كيف يبعده عن الربط بالسياسة وتياراتها وزعاماتها، فشكل بذلك «نجمة لبنان الذهبية». وهذا ما لم يكن يروق لبعض المنافسين، الذين وصلوا الى حد اتهام الرئيس غندور بالخيانة لبيروت والطائفة!
  • في العهد الحريري
    حين كان الشهيد رفيق الحريري يدعم النجمة مادياً لم يطرح أو يفرض عليه أي مشروع سياسي، ولاحتى ابنه الشيخ بهاء الذي رعاه فترة، فقدم إليه الكثير قبل أن يتخلص منه بلباقة إثر سيل من الشكاوى حول مشاكل وخلافات وهدر وسرقات واستغلال مارسه مقربون ومعيّنون من آل الحريري بالذات، وهذا ما يعرفه الجميع، ما دعا الى اختيار الإدارة الحالية التي بدأت تحاول تنظيف الأجواء بل تطهيرها من الطحالب والشوائب والديون المتراكمة ولا تزال مكسورة. ولكن كيف تصرفت الإدارة الحالية في شؤون الفريق والجمهور المتنوع، وكيف توجهت اليه؟
    أصدرت الإدارة، القليلة الخبرة، سلسلة بيانات وتصريحات توحي بأن النجمة «بيروتي في تيار المستقبل». وهذا مايستدعي تلقائياً فرز جمهوره المتنوع سياسياً ومذهبياً، فلماذا هذه البيانات ولمصلحة من، في وقت تشتد فيه النزاعات في البلد؟ وهل هذا مقصود أم مصادفة، ولماذا التركيزالآن والكل يعرف أن النجمة في رعاية الحريري؟
    من هنا يكرّ سيل من الأسئلة: هل هذه ردود صحيحة على «فريق الهتافات» النافرة أم فرصة لتبرير فرز النادي وجمهوره سياســـياً ومــــذهبياً؟
    هل كانت الإدارة تدرك حقاً أبعاد هذه المسألة ؟ وهل شرح لهــا مستشـــاروهــــا(!!) المنـــــافع والخــــسائر؟
    هل سعت الإدارة حقاً لخوض المنافسات الآسيوية بفريق معقول، في بداية الموسم، وخال من الدعم بلاعبين محترفين وبلا قائد للفريق أيضاً؟
    هل صحيح أن استغناء النجمة عن موسى حجيج حالياً، لأسباب مادية، هو لصالح الفريق؟ ألن يتكلف النادي أضعافاً على أي لاعب محترف سينضم اليه ولموسم واحد؟
    وما رأيكم لو رفض بعض لاعبي النجمة ربط ناديهم بأي تيار سياسي؟
    صحيح أن الشغب مرفوض ولكن الشغب الآخر مرفوض أيضاً، سواء في البيانات أوالتسييس، وكل شيء له أسباب، ودور الإدارة أن تحلل الأسباب لتضع الحلول المناسبة برويّة واحترام لمن قدم الكثير إلى النجمة قبل أن يحضــــر بعــــض إداريــــيها الجدد والضــــيوف وأصحاب الميول الخــــاصة.
  • الى بيت الحريري
    سؤال كبير يطرح: بعد أكثر من ثلاث سنوات على رعاية الحريري للنجمة، ماذا جنى بيت الحريري وماذا جنى النجمة. آل الحريري الكرام دفعوا لإدارات النجمة، المحسوبة عليهم، أكثر من ثلاثة ملايين دولار فماذا تحقق( فقد النجمة معظم ألقابه لفريق الكبار وخسر جميع ألقاب فرقه للفئات، وخسر معظم جمهوره في الملاعب، بل تحول قسم كبير منهم ضد بيت الحريري وضد الإدارة أيضاً، وبعضهم ضد بعض، وخسرت اللعبة وخسر البلد ) فهل هذا ما يريده بيت الحريري ؟ الجواب لا. إذن من المسؤول عن كل هذا، ومن الذي يدير اللعبة في النجمة وخارجها وفي الكواليس. هل يعلم الشيخ سعد الحريري بهذا، وهل سيعلمه أحد بذلك؟
    نعم، هناك حلول لمشاكل النجمة وما حولها ولكن شرط تحريرها أولاً من السياسة وسحب ملفّها من أيدي المستغلين وتسليمه الى أبناء النادي الحقيقيين الخبراء لإعادة بنائها كما يجب. فالنجمة دور رياضي ووطني و...جمهور من كل لبنان قبل أي مال أو سياسة أوتيار من أي لون.