strong>آسيا عبد الله
أربعة أيام فقط على انطلاق دورة الألعاب العربية الحادية عشرة، التي تستضيفها مصر من 11 تشرين الثاني الجاري حتى 25 منه في 7 محافظات هي القاهرة والاسكندرية والاسماعيلية وبورسعيد وأسيوط وشمال سيناء والجيزة، بمشاركة 21 دولة عربية

بعدما استضاف هذا الحدث العربي عامي 1957 (النسخة الثانية) و1997 (النسخة الثامنة)، تقدّم لبنان بطلب لاستضافة الدورة العربية الحالية، إلا أن التصويت جاء لمصلحة جمهورية مصر العربية بنتيجة 12/ 10، ليكون لبنان ضيفاً في نسخة الـ2007، على الرغم من ان هذا الضيف بدأ الإعداد لمشاركته على أكمل وجه، إلا ان المعوقات حالت دون المشاركة الفنية المتوقعة مثلما هو مخطط له، حيث نسْف الميزانية المقررة للبعثة انعكس سلباً على كل نواحي إعدادها.

دراسة مميّزة ولكن!
بدأ العمل للإعداد لهذه المشاركة بدقّة وبخطوات مدروسة، فقد قامت اللجنة التي ألّفها وزير الشباب والرياضة أحمد فتفت، من الوزارة واللجنة الأولمبية اللبنانية والقطاع الأهلي، بعملها في شباط الماضي وانبثقت منها لجنة فرعية كلّفت مهمّة إعداد دراسة تفصيليّة فنيّة وماليّة، وقد أنجزت الأخيرة مهمّتها بعد اتصالات بمختلف الاتحادات وأعدّت توصية إلى اللجنة الرئيسية بشأن المشاركة، لتكون ميزانية البعثة مليون دولار، وعدد أعضائها نحو 290 فرداً.

نُسفت الميزانية فطارت الـ60 ميدالية!

تبنّت اللجنة الأمّ الدراسة المذكورة، وعرضتها على الوزير فتفت الذي رفعها بدوره إلى مجلس الوزراء، وكانت المفاجأة أن مجلس الوزراء وافق على صرف مبلغ 265 ألفاً فقط، متجاهلاً مصاريف الإعداد بالكامل، لتضيع الدراسة العلميّة التي أجرتها اللجنة من جهة، وتضيع على الاتحادات فرصة الإعداد والتحضير لتقديم أفضل صورة ممكنة رياضياً، لحصد 60 ميدالية متنوعة للبنان، أما الآن فالتوقعات لا تتعدى سقف الـ25 ميدالية اذا كان الرياضيون اللبنانيون المشاركون بالمستوى المتوقّع.

التقشّف ضرب تنفيذ اللباس الرسمي!

ولم تتوقف المعوقات عند حدّ نسف معسكر الإعداد والتحضير، كما ذكر مصدر رسمي مرموق لـ«الأخبار»، بل تعدّتها الى اللباس الرسمي حيث من المفروض، وكما جرت العادة، أن تقوم اللجنة بتخصيص ملابس موحّدة لجميع أفراد البعثة اللبنانية، الأمر الذي وضعها في موقف حرج للغاية بسبب انعدام المال اللازم، وهو ما اضطرّها الى الاكتفاء بتأمين ملابس للإداريين والرياضيين الذين سيحضرون حفل الافتتاح في 11 الشهر الجاري، وعددهم لا يتجاوز الـ50.

الاتحادات في موقف حرج!

وفي السياق عينه، لا ينكر أحد أن انهيار الدراسة التي أعدتها اللجنة بسبب قرار مجلس الوزراء، وضع الاتحادات في موقع حرج، الأمر الذي أكّده الأمين العام لاتحاد الكاراتيه ميشال ناكوزي لـ«الأخبار»، فقال «نحن نتحمّل الكثير في ظل غياب المال الذي كنا قد علمنا ان الدولة ستعطينا إياه لإعداد رياضيينا، فكل ما نقوم به هو على نفقتنا الخاصة»، وتابع ناكوزي «رغم ذلك نحن نعمل بجدية، ومن المتوقع أن نحقق ذهبية و3 فضيات و5 برونزيات»، مع العلم أن الكاراتيه تشارك بـ5 لاعبين و3 لاعبات.

اللجنة تلتزم رغم الملاحظات

وفي إطار تحديد الإمكانات المادية أيضاً، تشير المعطيات الموجودة، إلى أن اللجنة أجبرت على الالتزام الكامل بالحجوزات المتعلقة بالإقامة والتنقلات هناك وفق ما يرتئي الجانب المنظّم (المصري)، رغم أن لديها ملاحظات أساسية في هذا المجال، إلا أن ضعف الإمكانات لم يفسح في المجال لاتخاذ إجراءات مغايرة. تجدر الإشارة الى أن السفارة المصرية بشخص القنصل العام فيها طلال الفضلي، قد قدّمت تأشيرات الدخول لكافة أفراد البعثة اللبنانية مجاناً، الأمر الذي قلل من عناء المصاريف على اللجنة.