تبيّن أن فريق هوندا الياباني هو الأكثر إنفاقاً في بطولة العالم لسباقات سيارات الفورمولا 1 بحسب تقرير نشرته صحيفة «فايننشال تايمز» البريطانية. أما الأمر اللافت فهو أن الفريق الذي تفوّق على ثنائي المقدمة فيراري بطل الصانعين ووصيفه ماكلارين مرسيدس، احتل المركز التاسع في الترتيب النهائي للبطولة وفشل في ترك أثرٍ طيّب على الحلبات، رغم الـ147 مليون جنيه استرليني التي أنفقها في موسم 2008. وجاء في التقرير نفسه أن مدخول هوندا في الموسم الماضي بلغ 149.3 مليون جنيه استرليني بارتفاع 23 في المئة مقارنة بمدخول العام الذي سبقه، علماً بأن سبعة ملايين منها فقط جاءت من الشركات الراعية.وسخّرت هوندا القدر الأكبر من نفقاتها في تطوير وإنتاج 80 محركاً من 8 أسطوانات، فضلاً عن مبلغ 35.5 مليون جنيه بدلات وأجور قطاعات اليد العاملة، ابتداءً من عمال الصيانة ووصولاً إلى أكبر المهندسين والإداريين.
اللافت أن ماكلارين مرسيدس التي انتزعت لقب الصانعين عام 2007، استخدمت 570 عاملاً، وكان مجمل إنفاقاتها بلغ 125.7 مليون جنيه استرليني في نسخة السنة نفسها من البطولة.
ورأت «فايننشال تايمز» أن هوندا مؤهلة للاستمرار في استثمارها الكبير في فريقها المشارك في بطولة عام 2009، وخصوصاً أن الحظيرة اليابانية تأمل تحقيق نتائج إيجابية في ضوء وصول الرجل الأول في فيراري سابقاً البريطاني روس براون الذي يتوقع أن يكون له تأثير مباشر وفوري على الأداء، علماً بأن مؤشر الإنفاق مؤهل لاتخاذ منحى تصاعدي لدى كل الفرق نتيجة إدخال «نظام استرداد الطاقة الناشطة» (كيرز) الذي يُعدّ مكلفاً جداً مقارنة بقيمته التحسينية لتكنولوجيا عالم السيارات، فضلاً عن مراجعة تقنيات الانسيابية.
ومع تمسّك الاتحاد الدولي لرياضة السيارات (فيا) بخفض الإنفاق، فإن الواقع يشير إلى أن الأعوام المقبلة ستشهد تحوّلاً جذرياً في صورة هوندا على الصعيد المالي.
ورغم الأزمة الاقتصادية العالمية الحالية، إلا أن الشركات الرئيسية التي تقدم الرعاية للفرق أكدت أنها لا يمكن أن تخفض استثماراتها في هذا القطاع، وأشارت في أكثر من مناسبة إلى أن الرياضة تمثل الأرضية الأكثر جذباً بالنسبة لها لناحية الترويج والعرض.
(أ ف ب)