كانت أكثر المواقف إهانة لمدينة برشلونة برمّتها. الفريق الكاتالوني الرمز وقف في الموسم الماضي على ملعب «سانتياغو برنابيو» مصفّقاً للعدو ريال مدريد لإحرازه لقب «الليغا» قبل أن يتلقى هزيمة نكراء (1ـ4)، جاءت بمثابة الضربة القاضية لسنةٍ فاشلة
شربل كريّم
بين الأمس واليوم تبدّل الوضع كثيراً، إذ إن برشلونة عاد «بعبع» بطولة إسبانيا، ووقف ريال مدريد في ظله محاولاً اللحاق به من دون جدوى حتى الآن. لكن تبقى هذه الاعتبارات مجرد كلام لأن فوز الفريق الملكي على نظيره الكاتالوني (السبت الساعة 21.00 بتوقيت بيروت) سيعيد خلط الأوراق مجدداً، لكون فارق النقاط الأربع سيتقلّص إلى نقطةٍ واحدة فقط، وبالتالي تُفتَح أبواب المنافسة على مصراعيها في المراحل الأخيرة من عمر الدوري.
طبعاً، تختلف الآراء في ما إذا كان ريال مدريد يستحق الاحتفاظ بلقبه هذا الموسم، وخصوصاً أن برشلونة الفائز على خصمه 2ـ0 ذهاباً، كان قد حلّق في الصدارة لمراحل عدة، وابتعد حتى بفارق 12 نقطة. إلا أن مؤيدي الـ«ميرينغيز» يصرّون على أن فريقهم يجب أن يكون هو البطل لا برشلونة، والسبب أن ريال سطّر انطلاقة صاروخية بعد تسلم خواندي راموس الجهاز الفني خلفاً لبرند شوستر، وحقق حتى الأسبوع الماضي 16 انتصاراً في 18 مباراة.
أما الرافضون لتتويج ريال مدريد، فهم يعلّلون رأيهم بأن الفريق الأبيض حقق في بعض الأحيان انتصارات صعبة، على غرار ما كان عليه الأمر أمام خيتافي في المرحلة قبل الماضية. أضف أنهم يرون أن الـ«بلاوغرانا» يمثّل صورة البطل الحقيقي استناداً إلى العروض الرائعة التي سطّرها طوال مرحلتي الذهاب والإياب، وفي مقدمتها إسقاطه خصمه الأزلي على ملعب «نو كامب»، الذي امتلأ بنحيب زواره الذين لم يخرجوا في معظمهم سالمين من هزائم ثقيلة.

«إل كلاسيكو» غير

اذا سلّمنا جدلاً بأنّ ريال مرّ بمراحل هبوط وصعود في الفترة الماضية، وبرشلونة ابتعد عن أجواء الانتصارات في مباراتيه الأخيرتين أمام فالنسيا (2-2) وتشلسي الإنكليزي (0-0) في دوري أبطال أوروبا، فإن هذين الأمرين لا يمكن أخذهما معياراً لمنح فريقٍ أفضلية على آخر. وإذا كانت هذه الأفضلية قد تمنح للفريق الكاتالوني صاحب العروض الأقوى أو لنظيره المدريدي الذي يلعب على أرضه، فإنها يجب أن تُمحى سريعاً لأن مباريات قمة كهذه توضع فيها النقاط وفوارق الأهداف والإحصاءات جانباً، ويبدأ الفريقان متعادلين في كل شيء حتى تكشف صافرة النهاية عن النتيجة.
الخوف الوحيد عند جمهور مدريد سيكون وقوع لاعبي الفريق في مطبّ عقدة التفوّق التي فرضها لاعبو برشلونة عليهم منذ بداية الموسم، ثم أكّدوها بعد لقاء «نو كامب». أما في الطرف المقابل، فإن الخوف ينحصر في عامل الإرهاق الذي بدا أخيراً كأنه يفرض نفسه على لاعبي «البرسا» الذين غالباً ما خاضوا مباريات في منتصف الأسبوع ونهايته بفعل محاربتهم على ثلاث جبهات، بينما «ارتاح» ريال منذ فترةٍ لا بأس بها بعد خروجه السريع من مسابقتي كأس الملك ودوري أبطال أوروبا.
سينسى جمهور إنكلترا وألمانيا وفرنسا حماوة المنافسة في البطولات المحلية وسيدفع المال في نهاية الأسبوع لأصحاب «الكايبل» لحضور مباراة «إل كلاسيكو»، ربما بدلاً من متابعة فرقه المفضلة، فالكل سيترقّبون موقعة ملعب «سانتياغو برنابيو» الذي سيكون مسرحاً لمعركة قاسية لا رحمة فيها. والأهم أن تصفيق المتابعين سيعلو (تقديراً للعرض) مهما كانت النتيجة، لكن يبقى السؤال: من هو الفريق الذي سيصفّق للآخر في نهاية المطاف؟