بعد النجاح الذي حققه المدرب جوسيب غوارديولا مع برشلونة الإسباني، ظهر اتجاه لدى بعض الفرق للتمثّل بهذه التجربة عبر الاستعانة بنجومها السابقين، وهذا ما أكده ميلان ويوفنتوس الإيطاليان ومرسيليا الفرنسي
حسن زين الدين
البرازيلي ليوناردو مجدداً مع ميلان، الإيطالي تشيرو فيرارا مع يوفنتوس، والفرنسي ديدييه ديشان مع مرسيليا. ثلاثة نجوم صنعوا مجدهم الكروي مع أنديتهم هذه كلاعبين، وها هم يعودون إليها اليوم مدربين. لا شك في أن عشقهم للفريق الأحبّ في مسيرتهم هو ما دفعهم إلى خوض غمار هذه التجربة الصعبة، لكن أيضاً قد تكون تجربة غوارديولا الناجحة مع برشلونة قد أرست «نهجاً» جديداً دفع هذه الأندية إلى التمثّل بتلك التجربة.

شكل جديد«سألعب بطريقة هجومية، وسأسعى لإمتاع المتفرجين». إلا أن رؤية ليوناردو هذه دونها صعوبات، وخصوصاً أن المهمة ازدادت صعوبة مع رحيل كاكا، إذ يبدو أن اتجاه المدرب البرازيلي سيكون منصبّاً على إعطاء الفرصة للمواهب الشابة، والاستفادة من عناصر الخبرة في الفريق.

العودة إلى المنصّات

إما بالنسبة لفيرارا، فتبدو المهمة الملقاة على عاتقه أخفّ وزناً من تلك التي سيواجهها ليوناردو، إذ إن يوفنتوس «الجريح» خرج أخيراً من وطأة صدمته الكبرى بالهبوط إلى الدرجة الثانية عام 2006، ورغم ذلك نجح هذا الموسم باحتلال المركز الثاني على لائحة ترتيب الدوري، والمفارقة أن فيرارا هو من قاده إلى ذلك بعدما أوكلت إليه مهمة تدريب «السيدة العجوز» موقتاً إثر إقالة كلاوديو رانييري، وقد نجح بتحقيق فوزين بعد شهرين صام فيهما الفريق عن الانتصارات، فكانت مكافأته عقداً رسمياً.
«أعلم حجم الصعوبات التي ستواجهني، لكنها ستكون تجربة جديرة بالاهتمام»، هذا ما قاله فيرارا فور تعيينه، وهو الذي قضى 10 مواسم مع يوفنتوس، مؤكداً اعتماده على الخبرة التي كسبها من تجربتيه السابقتين مساعداً لمارتشيلو ليبي في مونديال 2006 مع منتخب إيطاليا، إضافةً إلى إشرافه على الفئات العمرية في «اليوفي»، حيث خبر المواهب الحالية في الفريق الأول، كسيباستيان جوفينكو وكلاوديو ماركيزيو والتي ستعطى دوراً أكبر في عهده، أضف أنه سيستفيد طبعاً من خبرة النجم أليساندرو دل بييرو، إضافةً إلى ملهمه الجديد البرازيلي دييغو.

تكرار الماضي

بدوره، عاد ديشان أدراجه إلى بلاده وتحديداً إلى ناديه المفضّل خلال مسيرته، مرسيليا، والذي حقق في صفوفه مجداً للكرة الفرنسية عندما توّج بطلاً لدوري أبطال أوروبا عام 1993، وهو صرّح فور وصوله قائلاً: «سأبذل جهدي لإعادة مرسيليا إلى التألق على المستويين الداخلي والخارجي».
لكن، في واقع الحال، تبدو حظوظ ديشان مع مرسيليا داخلياً ممهّدة أكثر لحمل لقب الدوري، وخصوصاً أن النادي كان قاب قوسين أو أدنى من الظفر به الموسم الماضي. أما بالنسبة إلى اللقب الأوروبي فإن دونه مطبّات وعرة جداً، بوجود فرق أوروبية عملاقة تسعى بدورها للعودة إلى منصّات التتويج، وعلى رأسها ريال مدريد الإسباني طبعاً، لكن أحداً لا يمكنه التكهن بما سيحمله ديشان في جعبته للفريق «الأحبّ على قلبي» كما عبّر، وخصوصاً أن تجربته السابقة في إيطاليا سجّلت نجاحاً بإعادته يوفنتوس إلى دوري الأضواء من السنة الأولى، عام 2007.
يبقى أن يكشف الموسم المقبل ما إذا كان الثلاثة سيسيرون على درب غوارديولا، لكن يُجدر الأخذ في الحسبان أن ليست كل الأندية كبرشلونة، والدليل عند المدرب يورغن كلينسمان، الذي فشل فشلاً ذريعاً في صفوف فريقه السابق بايرن ميونيخ الألماني.