strong>علي صفاموسم كرة القدم أمام عتبات وعقبات منوعة، ونوادي اللعبة تستعد لخوض المسابقات التي يضعها الاتحاد، وفرق الدرجة الأولى الـ12 خصوصاً تدبّر أمورها بما يتيسّر من أموال ولاعبين، وبما يأتيها من «أجانب» هم غالباً مساكين، ما عدا ثلاثة أو أربعة يمكن أن يكونوا مميزين نسبياً. مشاهد الفيلم الكروي الطويل هي هي، تتكرر قبل كل موسم، مع فروق بسيطة تبدو أكثر تعقيداً هذا الموسم، فنياً ومالياً وغير ذلك.
مالياً: تبدو معظم نوادي الأولى بحالة انكسار، وحتى النوادي المحظوظة التي تدعمها مراجع سياسية لم تتلقّ مبالغ تقارب كفايتها أو طموحها، وخصوصاً بعد النكسة المالية العالمية التي ضربت الأغنياء الداعمين، وبعد الانتخابات النيابية المحلية، ما اضطرها إلى ضبط مصاريفها وأسعار أجانبها والعودة للاعتماد على ناشئيها وجهازها الفني المحلي، كالأنصار مثلاً (صرف أعلى ميزانية الموسم الماضي دون نتائج تذكر).
ويبدو فريقا النجمة والعهد استثناءً حتى الآن، حيث ضما ثلاثياً أجنبياً مميزاً وعدداً من المحليين، وكذلك الساحل الذي ضمّ النجمين موسى حجيج ومحمد قصاص، إلى مجموعته المحلية النشيطة.
فنياً: يصعب التكهن برسم بيان لمستويات فرق الأولى مبدئياً، لكن يمكن تصنيفها بسهولة بين مقصورتين، نعرض فرقها حسب ترتيبها في الدوري الأخير:
في الأولى، يبدو النجمة (حامل اللقب) أكثر جهوزية وتطوراً مع مثلث أجنبي مختار بعناية، واحتياط وافر، وعودة هدافه غدار منتظماً منذ البداية، ومعافاة نجمه علي ناصر الدين بعد إصابة قاسية، ولبنانيين جدد، ما يؤهله للدفاع عن لقبه بثقة بقيادة مديره الفني إميل رستم.
العهد: ينطلق بتشكيلة متطورة أيضاً، مع عودة نجمه عباس عطوي «أونيكا»، والهداف النيجيري أكواري المميز، وغيره المتوقع قريباً، ما يجعله منافساً قوياً على الألقاب.
الصفاء: حافظ على مجموعته (عدا الدولي رامز ديوب، رحل إلى الهند)، وتبقى صفوفه زاخرة بنجوم تُبقيه منافساً قوياً.
الأنصار: صورة غامضة للفريق الطامح إلى تعويض موسمين «فارغين» من الألقاب، بقيادة مدربه جمال طه... لكن كيف؟
الساحل: تُتوقَّع له نسبة من التطور بمجموعته المحلية وأسلوبه الجماعي النشيط، إضافة إلى نجميه حجيج وقصاص.
المبرة: حافظ على مجموعته، دون إظهار صورته الحقيقية بعد، وهو يكتفي بإمرار الموسم في موقع مقبول.
في المقصورة الثانية، تتحرك فرق الراسينغ، التضامن صور، الحكمة، الشباب الغازية، وضيفا الموسم الجديدان الأهلي صيدا والإصلاح البرج الشمالي، بقناعة المنافسة للصمود والبقاء في خيمة الدرجة الأولى، ومحاولة الصعود إلى المقصورة الأولى، لكأس النخبة الستة.
ما هو جديد الموسم الذي سينطلق يوم 5 أيلول بمنافسات «كأس النخبة»، عبر مجموعتين: الأولى (النجمة، الصفاء، العهد) والثانية (الأنصار، الساحل والمبرة)؟
والسؤال الأكبر: هل يُتوَّج الموسم بعودة الجمهور، بعد منعه موسمين؟
لا جواب واضحاً، حتى ظهور الحكومة العتيدة أولاً، ثم يأتي السؤال الملحق الآخر: كم سيعود من الجمهور... وكيف يعود؟
ربما كان الأمر الأهم، وإلا فستبقى اللعبة موسماً ثالثاً بلا روح، ما يحرج الجميع، وعلى رأسهم اتحاد اللعبة المتمدد تحت وطأة سؤاله: ماذا تحمل للعبة غير صورة تشكيلة التوافق وحفنة الآمال والتمنيات بإنهاض اللعبة من كبوتها؟

اليوم: بدء الولاية

بديهي أن تفكر لجنة الاتحاد بوضع برنامج عمل، مع بدء تسلمها رسمياً اليوم ولايتها الجديدة، ويتوقع أن تعتمد ورقة البنود العشرة التي أشار إليها رئيس الاتحاد هشام حيدر في كلمته أمام الجمعية العمومية الأخيرة، وهي:
1ـــــ عقد مؤتمر كروي تنتج منه ورش عمل لوضع الخطط اللازمة.
2ــــــ عودة الجمهور إلى الملاعب بأي وسيلة.
3ــــــ خفض عدد الأندية المركزية ودعم النشاطات في المناطق.
4ـــــ إعطاء صلاحيات للجان المناطق.
5ـــــ ضرورة دعم الدولة للمنتخبات عبر تحمّل رواتب الأجهزة الفنية فيها.
6ـــــ تأليف لجنة أهلية لرعاية المنتخبات من شخصيات مرموقة تدعمها مالياً، بما يُسهم في رفع المستوى.
7ـــــ وقف السماح للاعبين الأجانب لمدة معينة، وبعدها وضع معايير دقيقة لشروط استقدامهم.
8 ـــــ إجراء تعديلات على نظام الاتحاد وفق متطلبات الاتحاد الدولي مع تعديلات إضافية تتناسب مع الواقع اللبناني.
9ـــــ إنشاء صندوق تعاضد لدعم اللاعبين القدامى الذين خدموا المنتخبات الوطنية.
10ـــــ توفير مساعدات مادية من الاتحادين الدولي والآسيوي، وبعض الاتحادات الشقيقة.
هي نقاط هامة لتطوير اللعبة، التي تحتاج إلى نقاط مضاعفة تتولاها ورش العمل المنتظرة، والمهم أن يتحول مشوار العمل من دائرة الكلام إلى دوائر التخطيط الرياضي العلمي، على الأقل حتى تنتقل أفراحنا... من الفوز على الهند وسيريلانكا إلى نيبال والفيليبين.


فوز سوريا في كأس نهرو