ابراهيم وزنة«نكون أو لا نكون»، عبارة تناقلتها الألسن في سياق حثّ الإنسان على أن يكون فاعلاً وفعّالاً حيثما وُجد أو أوجدته ظروف الحياة. عبارة هي في الواقع درس وعبرة لمن يريد الاعتبار. ففي ساحات العمل تلقي بأثقالها على كواهل الطامحين، وفي زواريب السياسة ترهق الوصوليين، وفي ميادين العلم تحفّز على الاجتهاد والتألق، وفي التاريخ تشجّع القادة ليحفروا أسماءهم في سجل الخالدين. أما في الرياضة اللبنانية، فإما أن نكون متألقين «متريّسين» وإما أن نكون الغائبين المنسيين.
نطلّ على واقعنا الرياضي اللبناني، حيث العرف يؤكد مفهوم «العبارة» المذكورة، ما يدعونا الى التساؤل ويدفعنا إلى اليأس...لماذا؟ لأنه، ما من رئيس سابق لأي اتحاد رياضي إلّا هجر الرياضة وساحاتها، وما من رئيس سابق لأي نادٍ، في لعبة جماعية أو فردية، إلّا ابتعد بملء إرادته وخوفاً على جيوبه عن الملاعب وأجوائها، وما من لاعب متميّز سابق أو معتزل من دون اعتزال إلا قادته الأيام المرّة وسياسة التهميش ليغيب أو يُغيّب عن الحضور الى الملاعب أو متابعة المباريات. للأسف، هكذا فهم أهل الرياضة في لبنان العبارة المتوارثة، فإما أن يكونوا في الواجهة وإلى الأبد، وإلّا ابتعدوا عن الرياضة والملاعب ... وإلى الأبد أيضاً.