بعد شهر على انطلاق موسم الكرة اللبنانية، وأسبوعين على بداية بطولة الدوري، تخلّلته حوادث في التحكيم وعلى المدرجات، وسلسلة هزائم للمنتخبات المختلفة، بدا واضحاً مسار كرتنا في ظل لجنة عليا متجددة، فما هو جديدها وإلى أين ؟

علي صفا
نبدأ من بطولة الدوري، وهي تكشف صور فرقها بمستوياتها، فنياً وإدارياً، وما تعكسه على أجواء اللعبة ككل، وصولاً إلى حركة اتحاد اللعبة حالياً. فنياً، يمكن بوضوح فرز الفرق إلى ثلاث مقصورات تقليدية: الأولى تضم النجمة والعهد والصفاء والأنصار، والثانية تحمل المبرّة والراسينغ والحكمة بانتظار الساحل، والثالثة تقلّ الغازية والإصلاح والأهلي مبدئياً، ويحتمل تبادل الركاب من الثانية إلى الثالثة لاحقاً.
وفي التفاصيل، يبدو العهد والنجمة والصفاء أكثر ثباتاً بالأداء والتشكيلة والاحتياط، والفاعلية الهجومية.
ويبدو الأنصار محيّراً لإدارته وجماهيره على ضياع هويته وفاعليته للموسم الثالث، رغم وجود تشكيلة وافية من الخبرة والشباب، وجهاز فني عارف، لكنّ لعنة التهديف لا تزال تلاحقه.
ولعل مكمن الضعف يبدو في تراجع خط وسطه مع تراجع قائده مالك حسون، مشاركة ولياقة، وغياب البديل المعوّض، ما أفقده روحه الجماعية وفاعليته أمام المرمى. (لعل عودة الأنصار إلى جذوره بتفريخ اللاعبين هي التعويض السليم).
الصفاء: يضم أقوى تشكيلة شبه ثابتة، ويتفوّق بحركة جماعية متناسقة، ويتميّز بخط وسطه، دفاعاً وهجوماً وربطاً، ما يقرّبه كثيراً إلى حصد ألقاب أكثر.
العهد: يمتلك ما يرشحه إلى استعادة ألقاب فقدها، مع مجموعة تحوي أمهر اللاعبين في جميع خطوط الفريق.
النجمة: بدا منظّماً، يجيد التهديف، رغم غياب مهاجميه الفاعلين محمد غدار وزكريا شرارة، ويحتاج إلى تفعيل في وسطه وضبط خط دفاعه الذي يتخلخل أحياناً فيعرّض مرماه وحارسه للضغط.
وعموماً، تملك الفرق الثلاثة مساحة للتطور عن الموسم الماضي، مع وجود أجانب أفضل، وأجهزة فنية قادرة.

التحكيم... بلا حكم

بدأت موجة التحكيم بأخطاء مؤثرة واحتجاجات عالية من الأنصار في مباراته أمام الساحل، على الحكم، وتصريح رئيس اللجنة ضد الحكم أيضاً (وسط اتهام له بموقف متواطئ لمصلحة حكم آخر)، وأخطاء واضحة في مباراة النجمة والأهلي صيدا، واعتداءات في بعض مباريات الثانية (الاجتماعي× طرابلس)، وعقوبات بالجملة.
وهناك بوادر احتجاج من جماعة حكام مناطقية على تجاهل حقوق مشاركاتهم.
والمعنى، بداية سيّئة ومتفجرة، ربما تستوجب معالجة سريعة وسليمة قبل أن تضيع طاسة القضاء في الملاعب.

الجمهور... تسلّل واضح

دخول الجمهور ممنوع للموسم الثالث بقرار أمني ـــــ حكومي، لكنّه مخروق بدخول جمهور متسلّل بالمئات في كل الملاعب، دون تدخّل اتحادي أو أمني!
فهل يجري الدخول برضى الاتحاد أم غصباً عنه؟ وما هي حقيقة دور الأمن حول الملاعب؟
ولا يفوتنا أيضاً مشكلة توزيع المباريات على الملاعب في استبعاد المدينة الرياضية (نتيجة مشكلات شخصية أكثر منها قانونية).

المنتخبات الوطنية؟!


متى يطبق الاتحاد خطة لبناء منتخبات وطنية، ويوقف المشاركات الفوضوية؟

الفوتسال فرضت نفسها، وفرضت على الاتحاد تنظيمها وعلى النوادي العودة إليها

الجمهور يدخل إلى الملاعب متسلّلاً رغم قرارات الأمن والاتحاد
شاركت منتخباتنا في دورات مختلفة، عاد منتخب الشباب من دورة الهند الودّية مهزوماً، وخرج المنتخب الشاب أيضاً سريعاً من دورة الفرنكوفونية، وعاد منتخب الناشئين مكسوراً من تصفيات آسيا في النيبال، وعاد المنتخب الشاب بثلاث هزائم من دورة الإمارات الودّية (0/6، 0/1، 0/2). وحده منتخب الصالات «الفوتسال» كسر مآتم الهزائم بفوز آسيوي باهر، حيث تصدّر مجموعته (قطر، البحرين، الأردن، ثم العراق) وتأهّل إلى النهائيات...
وأثبت المنتخب بجهازه أنه المؤهل الأفضل لتمثيل كرة لبنان قارياً ودولياً، رغم أنه لا يلقى الاهتمام الكافي من اتحاد اللعبة، ولا التنظيم الضروري (فصل الفوتسال عن اللعبة الأم)، ما أجبر أندية على الانسحاب بالجملة من المشاركة في دوري الفوتسال «غير الشرعي». وما يثير الاستغراب هو رفض الأفضل والاهتمام بمنتخبات اتحادية مرتجلة لا تنتج شيئاً، لأنها ببساطة لا تستعدّ جيداً، وتضرّ الجميع وسمعة البلد والاتحاد أيضاً، ومع ذلك يقرّرها الاتحاد (لا نعرف كيف، بالتصويت أم بالفرض) ويقبلها المدرّبون المكلّفون تحت عنوان «التطوّع»، كأن الهزائم تصبح مقبولة بالتطوّع الوطني!
وهذا ما حرّك الاتحاد أخيراً للهروب مكرهاً من مأزق الهزائم المتلاحقة، فأشار إلى ضرورة وضع إطار جديد لإعداد المنتخبات، مع كوادر متخصصة، بعيداً من لغة «التطوّع الفارغ»، وذلك بعد إهمال كبير في السنوات العشر الأخيرة، من المسؤولين أنفسهم.
والسؤال هو: من سينظّم هذه المنتخبات ولجنتها وبرنامجها الطويل المفترض لثلاث سنوات على الأقل، لتتحول المنتخبات من منتخبات اتحادية عشوائية إلى منتخبات وطنية صحيحة تضم لاعبي لبنان من الداخل والخارج، دون تدخلات شخصية أضرّت الجميع!

اللجنة العليا

لا ضرورة للتذكير بواقع «اللجنة العليا التوافقية» لاتحاد اللعبة المجدّد لها بقدرة قادر، وكسر توافقها سريعاً في اليوم التالي، وبمناوشات ومقاطعات متبادلة بين الرئيس والأمين العام، يحار الحياديون في ضبطها، والمرتبطون في التخلّص منها. وسؤالنا/ من يضبط هذا الوضع، والجمعية العمومية مجرد اسم بلا فعل، ونوادي الكرة الأولى مكتومة، وقد فشلت في فرض حتى ورقة مطالب محقة، متناسية أن اللعبة هي لها أولاً، وما الاتحاد سوى خادم لها وليس مالكاً؟
أين صارت الورقة التي قدّمها رئيس الاتحاد يوم التجديد؟ وأين صارت ورقة «نوادي الأولى» بعد اجتماعات خجولة لتحقيق مطالب ضرورية؟
الجواب، لا ضرورة لأوراق عمل ولا برامج، فالاتحاد بطل الارتجال الإداري!
وأخيراً، هل ينتظر بعض أعضاء الاتحاد اقتراب المهلة التي حددها «الفيفا» بآخر السنة لتعديل نظامه الإداري، فتصير الأمانة العامة مجرد وظيفة بلا قرار، وعندها تبدأ معركة داخلية أكثر حماوة بين أشخاص على حساب هذه اللعبة المحتضرة؟
...إلى أين ؟
وبناءً على بدايات الموسم، ونتائج منتخباته، ووجهة التحكيم، وواقع اللجنة العليا، تسير كرة لبنان بلا جمهور ولا لجنة حكام فعلية، وتدور منتخباتها في مهبّ الفوضى والارتجال، فيما تنتظر الفوتسال من ينظّمها ويرعاها، لأنها مستقبل كرة لبنان لمن يرى كرة المستقبل.


رأي

الدويهي: أعداء النجاح يصوّبون على الصالات


بعد الهمس الذي دار بشأن مشاركة منتخب لبنان لكرة القدم داخل الصالات في تصفيات غرب آسيا المؤهّلة إلى بطولة آسيا، ومحاولة البعض التقليل من أهمية حلول لبنان في المركز الأول، إضافة إلى التشكيك في أن المنتخب اللبناني تسلّم كأساً من اللجنة المنظمة، أوضح رئيس لجنة كرة الصالات وعضو الاتحاد سمعان الدويهي أنه جرى الإعلان في الاجتماع الفني قبل البطولة عن توزيع كؤوس وميداليات في نهاية التصفيات، لكن بعد خروج المنتخب القطري الذي كان يتوقع القيّمون عليه حلوله في المركز الأول، غاب المنظّمون عن السمع، ما دفع برئيس البعثة إلى تقديم احتجاج لدى الاتحاد الآسيوي، وإبلاغ المسؤول أن لبنان لن يرضى سوى بتنفيذ ما اتُّفق عليه سابقاً. وبناءً عليه، صُحّح الخطأ وسلّم رئيس اللجنة المنظّمة الكأس إلى المنتخب اللبناني، لكن من دون أن توزّع ميداليات على اللاعبين.
وأورد الدويهي «ما يشاع في سياق التصويب على النجاح، وخصوصاً أن لعبة كرة الصالات تطورت منذ عام 2005، إذ عولجت الأخطاء التي حصلت قبل هذا التاريخ، وكان لها تداعيات سلبية على اللعبة، أهمها عدم إقامة بطولات أو تدريب حكام للعبة وترفيعهم على اللائحة الدولية، فيما لبنان أصبح من أهم المنتخبات الآسيوية حالياً.


بداية متعثّرة للأنصار تحيّر مدربه طه (الصورة 1)، وبداية مقلقة للتحكيم تفرض المعالجة على مسؤولها الربعة