نقلت صحيفة «معاريف» أمس عن ضابط كبير في سلاح الجو الإسرائيلي، ومطّلع على تفاصيل الخطط الحربية، تحذيره في رسالة إلى هيئة الأركان العامة، من «شن عمليات عسكرية بأي ثمن»، وطالبهم بإبلاغ المستوى السياسي «أن الجيش ليس جاهزاً لحرب متواصلة في لبنان، وأنّ شن حرب على لبنان سيقودنا إلى كارثة إستراتيجية أكبر من 7 أكتوبر». وقالت الصحيفة في تقرير لألون بن دافيد إن «الجيش ليس جاهزاً الآن لحرب واسعة في لبنان، وليس قادراً حالياً على تحقيق إنجاز كبير مقابل حزب الله وتغيير الواقع في الشمال بشكل دراماتيكي. وفي أفضل الأحوال، حرب في الشمال ستنتهي بتسوية سيئة يتم التوصل إليها بثمن مؤلم. وفي حالة معقولة أكثر، لن تنتهي الحرب، وستجد إسرائيل نفسها في حرب استنزاف متواصلة، ستشلّ الحياة في معظم أنحاء الدولة، ومن دون قدرة على الحسم».ولفت إلى أنه «منذ تأسيسه قبل 76 عاماً، أُسّس الجيش لعمل ساحق، يستدعي قوات الاحتياط بسرعة، ويشن حرباً ويحسم خلال فترة قصيرة ويعود إلى الوضع الاعتيادي». وأضاف أن «الجيش لم يُؤهل لحرب طويلة كالتي تقوم الآن في غزة، وليست لديه جاهزية من ناحية مخزون الذخيرة، أو من ناحية تآكل الأفراد والأدوات، ومن يزور القوات داخل قطاع غزة، يجد أن القوات منهكة، جسدياً ونفسياً. واستهلكت هذه الحرب حتى اليوم ذخائر أكثر من تقديرات الجيش في جميع خططه الحربية».
وقال بن دافيد إن «الجيش احتفظ منذ بداية الحرب على غزة بكميات ذخيرة مخصّصة لحرب في لبنان، وتزايد حجمها خلال الحرب. وشيئاً فشيئاً يتغلغل في الجيش الإدراك بأننا في عصر حروب طويلة، من دون حسم، وثمة شك إذا كان هذا المخزون من الذخيرة سيكفي لحرب طويلة».
وبحسبه، فإن «نتنياهو يدرك أن حرباً ضد حزب الله في هذا التوقيت ستكبّد أثماناً أكثر وإنجازات أقل. والولايات المتحدة ستكون على الأرجح إلى جانبنا في حرب كهذه، لكن حتى بوجود دعم أميركي، ثمة شك إذا كان بإمكان الجيش في وضعه الحالي أن يحقق إنجازاً مقابل حزب الله ويبرّر الثمن الذي سيدفعه المجتمع الإسرائيلي، وهذا قبل الحديث حول انعدام جهوزية الجبهة الداخلية المدنية».