مُنذ بدء الحرب الإسرائيلية على غزة، تعيش قبرص قلقاً كبيراً خشية امتداد الحرب إليها نتيجة الدور التي تُؤديه في علاقاتها مع الكيان الإسرائيلي، خصوصاً لجهة المناورات التي يجريها الجيش الإسرائيلي على أراضيها لمُحاكاة حرب ضد لبنان.وبحسب وثائق دبلوماسية مصنّفة سرية اطّلعت «الأخبار» عليها، فإن المدير العام لجهاز الاستخبارات القبرصية تاسوس تزيونيس بدأ منذ نهاية شهر تشرين الأول الماضي، بتكليف من الرئيس القبرصي، سلسلة اجتماعات مع سفراء الدول العربية المُحيطة بإسرائيل لنقل رسائل إليهم حول انعكاسات وجود قواعد بريطانية وإسرائيليين على أراضي الجزيرة. وأبلغ تزيونيس السفراء، في اجتماعات منفصلة في نيقوسيا (30/10/2023)، أن بلاده لا تملك أي سلطة على القاعدتين البريطانيتين اللتين تخضعان للسيادة البريطانية (إحداهما مطار عسكري)، وأنها تحاول إقناع السلطات البريطانية بعدم استخدام القاعدتين لأغراض حربية في حال اتّسع نطاق الحرب في غزة، إلا أن السلطات القبرصية لا يمكنها إلزام البريطانيين بذلك.
وأبدى مدير الاستخبارات القبرصية في اللقاءات مخاوف من احتمال تعرّض قبرص لقصف بالصواريخ من لبنان أو العراق بسبب الدور الذي تلعبه القوات البريطانية في تقديم الدعم لإسرائيل. كما لفت تزيونيس إلى وجود أكثر من ألفي جندي من الولايات المتحدة وألمانيا ودول أخرى على أراضي قبرص، وبرّر وجودهم باحتمال إجلاء رعايا هذه الدول من لبنان إذا دعت الحاجة. وذكر أن كثيرين من الإسرائيليين في قبرص يسعون للحصول على أسلحة للحماية الشخصية في ضوء التوتر القائم. كما أعرب عن هاجس رئيسي لدى قبرص من احتمال تدفّق اللاجئين من لبنان إذا تفاقم الوضع، مشيراً إلى استمرار توافد النازحين السوريين بحراً إلى قبرص في الطريق إلى أوروبا.