مرة جديدة، فشلت فرنسا والسعودية في التوصل الى اتفاق تنفيذي لهبة المليارات الثلاثة التي اعلنت السعودية تقديمها للجيش اللبناني على شكل أسلحة ومعدات عسكرية فرنسية. واكتفت المصادر الفرنسية بالتعليق على عدم حصول الاتفاق بالقول إنّ «هناك عقبات تقنية»، علماً بأن المتابعين للاتصالات والمفاوضات التي جرت، نقلوا عن مصادر فرنسية ان السعودية هي التي تعطل الصفقة.
وبعد اجتماعات موسعة شارك فيها المسؤولون السعوديون والفرنسيون المعنيون بالهبة، تأخر صدور بيان مشترك يتعلق بدعم الجيش. ثم ابلغت المصادر الفرنسية الاعلاميين بأن البيان لن يصدر، شارحة أن الجانب السعودي تذرع بمرض وزير المالية وعدم حضوره الى باريس، ما حال دون توقيع الاتفاقية التنفيذية. علماً أن الجانب الفرنسي سبق له أن أقر اتفاقات مع المسؤولين السعوديين الكبار. وما زاد من قدر الاستغراب هو عدم التوصل إلى اتفق على صرف اموال الهبة، رغم وجود ولي العهد سلمان بن عبد العزيز على رأس الوفد السعودي في العاصمة الفرنسية باريس. وقالت المصادر ان هناك مناقشات اضافية بينت ان الجانب السعودي مهتم بأن تكون الصفقة الخاصة بلبنان جزءاً من الصفقات الاضافية التي تشمل نحو 25 مليار يورو ثمن اسلحة لم تقرر فرنسا بعد بيعها للسعودية. واشارت الى ان المسؤولين الفرنسيين قلقون بعدما تأخر السعوديون في تنفيذ وعد سابق باستثمار نحو 15 مليار يورو في شركات فرنسية كبرى على غرار ما تفعله قطر والإمارات العربية. واعتبرت المصادر ان هناك مشكلة تواجه الحكم في السعودية ربطاً بتطورات داخلية واقليمية.
ونفت المصادر الفرنسية ما سربه اعضاء في الوفد السعودي عن ان المشكلة سببها لبنان. وقالت ان فرنسا تسلمت قبل نهاية أيار الماضي كامل «لائحة الاحتياجات» التي اعدها الجيش اللبناني، وان السلطات الفرنسية ناقشت كل تفصيل فيها، وقد توصلت الى قرارات بشأن نوعية الاسلحة التي تريد منحها للجيش اللبناني. وكان لافتاً في هذا السياق، ما نشرته صحيفة «لو موند» الفرنسية امس، عن ان السلطات في باريس، تشاورت مع الجانب الاسرائيلي حول مطالب الجيش اللبناني، وهو ما اكد معلومات منسوبة الى جنرالات فرنسيين عن ان باريس لن تقدم على عمل من شأنه تمثيل أي تهديد لإسرائيل.
وعلى صعيد برامج دعم الجيش، يفترض ان يقام نهاية هذا الاسبوع حفل كبير جنوبي فرنسا، بدعوة من مغتربين لبنانيين، بهدف جمع تبرعات تُخصص لدعم الجيش اللبناني.