بعد أكثر من شهر على بدء العدوان على غزّة واحتمال توسّع رقعتها إلى كامل الأراضي اللبنانية، قرّر نائب بيروت فؤاد مخزومي، الذي يطمح إلى تقديم نفسه كمرجعيّة سنيّة قادرة على ملء الفراغ الذي أحدثه غياب الرئيس سعد الحريري عن الساحة السياسيّة، إعداد خطّة طوارئ لمواجهة الحرب.واللافت أن مخزومي استفاق على هذه المبادرة، بعد لقاء دعا إليه رئيس «جمعية بيروت للتنمية الاجتماعية» أحمد هاشميّة، الأسبوع الماضي، للبحث في إنشاء لجنة طوارئ في بيروت، حضره وزراء وشخصيات سياسيّة وبلديّة واجتماعيّة وأمنيّة، ورؤساء جمعيات وروابط أهلية في العاصمة. وهو ما دفع برئيس حزب الحوار الوطني، على عجل، إلى تركيب وفد من ممثلي جمعيّات منضوية في إطار «منتدى حوار بيروت» وترؤسه في زيارة لمفتي الجمهوريّة الشيخ عبد اللطيف دريان، للبحث في «تحضير خطّة طوارئ ودرس الإمكانات المتاحة لهذه الجمعيات وقدرتها على تقديم المساعدات العينيّة والطبيّة أو مشاركتها في إقامة مستشفيات ميدانيّة في العاصمة». وكان لافتاً أن معظم الجمعيّات لم تتمثل بشخصيات من الصف الأوّل، فيما ضمّت «التجميعة» التي ترأسها مخزومي بمعظمها من هم أساساً من «أهل البيت» المقربين منه ومن المفتي. علماً أن أبواب «عائشة بكّار» فُتحت أمام مخزومي أخيراً، وقد بذل دريان محاولات حثيثة لتعويمه عبر تعيين أكثر من شخصيّة محسوبة عليه في «المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى» بعدما فشل في ذلك عبر الانتخاب، أو في المؤسسات التابعة للدار وعلى رأسها «مؤسسات الدكتور محمّد خالد الاجتماعيّة».