جدد البطريرك الماروني بشارة الراعي، اليوم، رفضه عدم انتخاب رئيس للجمهورية خلال المهلة الدستورية، معتبراً أن الشغور الرئاسي إقصاء للدور المسيحي والماروني. كما دعا إلى تشكيل حكومة جديدة تمثّل التنوع الذي أفرزته الانتخابات النيابية، لا ترميم الحكومة الحالية.
وقال الراعي، في عظة الأحد من الديمان، إن «أي سعي لتعطيل الاستحقاق الرئاسي إنما يهدف إلى إسقاط الجمهورية من جهة، ومن جهة أخرى إقصاء الدور المسيحي والماروني تحديداً عن السلطة، فيما نحن آباء هذه الجمهورية ورواد الشراكة الوطنية»، مضيفاً: «إذا كان طبيعياً من الناحية الدستورية أن تملأ حكومة مكتملة الصلاحيات الشغور الرئاسي، فليس طبيعياً على الإطلاق ألا يحصل الاستحقاق الرئاسي، وألا تنتقل السلطة من رئيس إلى رئيس».

ورأى الراعي أن «التوافق الداخلي على رئيس فكرة حميدة، لكن الأولوية تبقى للآلية الديمقراطية واحترام المواعيد، إذ إن انتظار التوافق سيف ذو حدّين، خصوصاً أن معالم هذا التوافق لم تلح بعد (...) لا يوجد ألف طريق للخلاص الوطني والمحافظة على وحدة لبنان بل طريق واحد، هو انتخاب رئيس للجمهورية بالاقتراع لا بالاجتهاد، وبدون التفاف على هذا الاستحقاق المصيري».

ودعا الراعي إلى «حكومة جديدة تخرج عن معادلة الانقسام السياسي القديم بين 8 و 14 آذار، وتمثل الحالة الشعبية التي برزت مع انتفاضة 17 تشرين، ومع التنوع البرلماني الذي أفرزته الانتخابات النيابية 15 أيار الماضي. إن الظروف تتطلب حكومة وطنية سيادية جامعة تحظى بصفة تمثيلية توفر لها القدرة على ضمان وحدة البلاد، والنهوض الإقتصادي، وإجراء الإصلاحات المطلوبة».

واعتبر أنه «لا يمكن والحالة هذه أن تبقى الحكومة حكومة فئوية يقتصر التمثيل فيها على محور سياسي يتواصل مع محور إقليمي. ولا تستقيم الدولة مع بقاء حكومة مستقيلة، ولا مع حكومة مرمّمة، ولا مع شغور رئاسي، لأن ذلك جريمة سياسية وطنية وكيانية».

وبشأن المصارف، قال الراعي إن بعض المودعين «يقومون بعمليات لاستعادة أموالهم مباشرة وبالقوة، لأن الدولة أهملت المودعين وتخلّت عن مسؤولياتها في استثمار مواردها وتغطية ديونها وإفراج شعبها، ولأن المصارف تمادت في تقنين إعطاء المودعين الحدّ الأدنى من حقوقهم»، مطالباً السلطات السياسية والأمنية بـ«توفير الحماية للمصارف لتعود وتستأنف عملها، لأن إغلاقها عمل غير جائز. فالمصارف ليست ملك أصحابها فقط، بل هي ملك المودعين والناس والحركة التجارية والاقتصادية أيضاً».