مع توسّع دائرة المخاطر الأمنية المحيطة بالاحتلال، يبرز التهديد البحري كواحدة من نقاط ضعف كيان العدو، بحسب المحلّلين العسكريين الإسرائيليين، مع تزايد اهتمام القوى الإقليمية في المنطقة، ومنها المقاومة الفلسطينية، بهذا الجانب. ولم يعد سرّاً أن سلاح البحرية الإسرائيلي بات في وضعية معقدة في اتخاذ القرارات وتنفيذ المهام على السواحل الجنوبية والشمالية والغربية، بعدما أصبح عرضة للهجمات عبر «الجبهة البحرية».وبحسب موقع القناة 12، فإنّ «تنامي المخاطر الأمنية يجعل العيون مفتوحة باستمرار على السواحل»، مذكّراً بـ«ما حدث إبان حرب غزة 2021، عندما حاولت حماس استهداف الحفارة الغازية لحقل تمار، المصدر الرئيسي للغاز لشبكة الكهرباء الإسرائيلية، بواسطة طائرة مجهولة». وتشير هذه المخاوف الإسرائيلية إلى أن صواريخ المقاومة الموجّهة للبحر باتت تشكل تهديداً جدّياً للاقتصاد الإسرائيلي، ولا سيما عند الحديث عن منصات الغاز، إضافة إلى أن ثلثي التجارة الخارجية لإسرائيل يجري بحراً، كما أن اتصالات الإنترنت في دولة الاحتلال تعتمد بشكل كامل على كابلات بحرية. وبالطبع، هذه كلها تمثّل أهدافاً جذابة، ما يجعل جيش الاحتلال يأخذ في الحسبان جملة من الأبعاد المتعددة جواً وبحراً وبراً، إلى جانب الفضاء الإلكتروني، وخصوصاً أن التقديرات العسكرية تتحدث عن أن الحرب المقبلة قد تشمل دمجاً لكل هذه القدرات دفعة واحدة.

قدرات أمنية خاصة بالبحار
وبحسب موقع «إسرائيل ديفينس»، تقدّم شركة “DSI Solutions” الإسرائيلية ما تسمّيه «حلولاً أمنية للحماية البحرية المتقدمة». وهي عرضت نظامها المحمول للأمن والحماية تحت الماء “KnightShield ” في معرض “UDT 2022” في هولندا.
صُمّم هذا النظام للأمن تحت الماء لحماية عدد من السفن الراسية في الموانئ، ومداخل الموانئ، والمناطق المخصصة للرسو من السباحين، والطائرات بدون طيار، والوسائل البحرية تحت الماء، ضد محاولات «التخريب». وتؤكد الشركة أنّ نظام “KnightShield” يغطّي المديات المتوسطة في الموانئ بموثوقية ودقة استثنائيتين. كما يوفر الكشف التلقائي الكامل والتتبع والتصنيف والإنذارات، في ما يتعلق بالتسلل من تحت الماء، والتهريب، ومحاولات «التخريب»، ويكشف عن الغواصين المعادين - سواء كانوا يستخدمون أجهزة التنفس المغلقة أو المفتوحة - وعن كل وسائل الإبحار تحت الماء. يتم تثبيت نظام “KnightShield” داخل حاوية طولها 20 قدماً، يمكن نقلها بسهولة حسب الحاجة بين الأرصفة ومنشآت الرسوّ مثل الموانئ والمراسي والمحطات، كنظام مصمّم للعمل مع القوات المنتشرة عند تصاعد التهديدات، ويمكن تخزينه بسهولة عند عدم الحاجة إليه.
وبحسب قناة «كان»، فانّ سلاح البحرية يستعد لاحتمال تعرّض منصة الغاز «كاريش» عند حدود لبنان البحرية لهجوم، لذا سيجري نقل نظام القبة الحديدية (النسخة البحرية) إلى المنطقة، وستعمل البحرية على تأمين المنصة العائمة في وسط البحر بواسطة القطع البحرية فوق الماء وتحتها، بما في ذلك الغواصات.