لم تأتِ المشاركة السنية في دائرة البقاع الغربي - راشيا على قدر التطلّعات، ولم تنفع كلّ التدخلات لدعوة الناخبين السنة إلى الاقتراع، حيث الغلبة لهم. وعليه، لم يُشارك أكثر من 30 ألفاً منهم من أصل 98 ألفاً. فيما شارك أكثر من 68 ألف مقترع ليسجل الحاصل الانتخابي 11.300.كان من المفترض أن يشجّع رفع «الحرم المستقبلي» عن المرشح السني على لائحة القرار الوطني المستقل محمد القرعاوي، أنصار الرئيس سعد الحريري على التوجّه إلى صناديق الاقتراع. الرجل، وفق ما يرددون، وقف في وجه حزب القوات اللبنانية وتمكّن من إخراجه من التحالف مع الحزب التقدمي الاشتراكي ممثلاً بالمرشح على اللائحة وائل أبو فاعور. وهذا ما دفع الأمين العام لتيار المستقبل أحمد الحريري على التحرّك بأريحيّة في دائرة البقاع الثانية والاتصال بالمحسوبين عليه للتصويت لصالح القرعاوي. وكذلك فعل الرئيس سعد الحريري.
ومع ذلك، كان التصويت السني منخفضاً وصب برقم كبير منه لصالح رئيس لائحة «الغد الأفضل» حسن مراد. يعزو المتابعون السبب إلى ترك مراد المقعد السني الثاني على لائحته فارغاً. وعليه، لم تكن المعركة السنية محتدمة، بل كانت معروفة حتى قبل فتح صناديق الاقتراع: مقعد لمراد وآخر للقرعاوي.
وتوزّعت الأصوات السنية بغالبيتها على 4 مرشحين؛ حصد مراد والقرعاوي الأكثرية، وبنسب أقل مرشح الجماعة الإسلامية على لائحة «القرار الوطني المستقل» محمد بو ياسين، ومرشح «سهلنا والجبل» ياسين ياسين. في حين تمكّن أبو فاعور والمرشح الشيعي على «لائحة الغد الأفضل» قبلان قبلان من الحصول على نسب أصوات، لا بأس بها، من بين المقترعين السنة.
في المقابل، نفعت حملة التجييش التي قام بها الاشتراكي موحياً بأن القيادة السورية وحلفاءها تريد إسقاط أبو فاعور من رفع نسب المشاركة الدرزية، وحصد أبو فاعور المقعد. ومع ذلك، لم تتمكن «لائحة القرار الوطني المستقل» من الحصول على أكثر من مقعدين ليؤول المقعدان المسيحيان لصالح «الغد الأفضل»: الأرثوذكسي لنائب رئيس مجلس النواب ايلي الفرزلي والماروني لمرشح التيار الوطني الحر شربل مارون. ورغم أن المعركة في دائرة البقاع الغربي – راشيا لم تكن محتدمة، إلا أن الرشاوى الانتخابية كانت في أوجها. «الجميع دفع الآلاف بمن فيهم أولئك المرشحون على لوائح المعارضة»، تقول الماكينات الانتخابية.