الشح المالي السعودي ليس سياسة عامة تتبعها المملكة التي بدأت تُغدق على عدد من الجمعيات، وهو ما أبلغه السفير السعودي في لقائه الأخير مع رئيس الجمهورية، إذ أكد التزام بلاده بتقديم المساعدات للشعب اللبناني من خلال ما يسمّى الصندوق الفرنسي ــــ السعودي الذي اتفق عليه وليّ العهد محمد بن سلمان والرئيس إيمانويل ماكرون، مع العلم بأن هذا المال «لن يمر عبر مؤسسات الدولة، لكنه لن يكون بعيداً عن إشرافها».
ليست هناك قيادة سنّية تتبناها المملكة بل تتبنى توجّهاً عاماً ضد حزب الله ورئيس الجمهورية
حتى الآن، لم تتوافر المعطيات الكافية عن الجهات والجمعيات والمجموعات التي تحظى أو ستحظى بهذه المساعدات، لكن الأكيد أن «القوى السياسية التقليدية، باستثناء حزب القوات، المعروفة بقربها من المملكة لم تصرف لها أي ميزانية»، كما تقول مصادر مواكبة للحراك الانتخابي، مؤكدة أنه «على عكس ما يروّج له، لا تضع المملكة العاصمة بيروت أولوية بقدر ما تركز على مناطق أخرى يعتبر فيها إفقاد حزب الله أو حلفائه مقاعد خسارة حقيقية للحزب الذي أعلن أمينه العام أنه يخوض أيضاً معركة إنجاح حلفائه».
من جهة أخرى، وفيما كرر الرئيس سعد الحريري في الفترة الأخيرة من خلال لقاءات افتراضية مع مسؤولين في تيار المستقبل أنه غير معني بالحراك السعودي، وبأن أي شخص في التيار يثبت له نشاط انتخابي سيعاقب بالطرد، لوحظ في الفترة الأخيرة أن السنيورة نجح في استمالة شخصيات مستقبلية، سياسية وإعلامية، عرفت بقربها من الحريري الأب ثم الابن، وأن هؤلاء بدأوا يشنون هجوماً على مقربين من الحريري واتهامهم بالعمل على ضرب لائحة السنيورة في بيروت.