كان كارل غيرشمان زعيماً للحزب الديموقراطي الاشتراكي في الولايات المتحدة، الجناح اليميني للحزب الاشتراكي الأميركي (1975-1980). لعب غيرشمان، التروتسكي التوجه، دوراً فعّالاً في المساعدة في دفع موقف مؤيد لإسرائيل داخل الحزب الاشتراكي الأميركي، لأن دعم إسرائيل «ضروري لمنع الشرق الأوسط من الوقوع في شمولية الاشتراكية الشيوعية». كباحث مقيم في «فريدوم هاوس»، المنظمة التي هندست ركيزة ما بعد الحرب العالمية الثانية للقوة الناعمة الأميركية وذريعة «حقوق الإنسان» للتدخل في الخارج، لعب غيرشمان دوراً جزئياً في ترويج وتأسيس «الصندوق الوطني للديموقراطية» (NED). دفع غيرشمان طويلاً لإنشاء «مؤسسة الحرية» الخاصة عام 1980 لاستخدامها في الأنشطة في الخارج. أعلن غيرشمان دعمه «للصندوق الوطني للديموقراطية» فور تأسيسه، وشغل منصب الرئيس منذ تأسيسه عام 1984 وحتى عام 2021. ساهمت خلفيته التروتسكية بجعله صلة الوصل المناسبة لخرق النقابات من موقع يساري زائف. وبصفته مدير الأبحاث السابق للاتحاد الأميركي للعمل - مؤتمر المنظمات الصناعية ( AFL-CIO) الذي دمج تحت قيادته ضمن مجلس إدارة «فريدوم هاوس»، أشرف غيرشمان على انتشار الاتّحاد في قرابة 30 دولة. أول تمويل من الكونغرس للصندوق الوطني للديموقراطية سجّل عام 1983، وكان عبارة عن حزمة بقيمة 31.3 مليون دولار، تضمنت 13.8 مليون دولار لمعهد النقابات الحرة التابع للاتحاد (AFL-CIO) الذي يرأسه غيرشمان. أنفقت هذه الأموال تحت غطاء حركة تجارية حرة في بولندا، وذهبت أموال معهد النقابات الحرة التابع للاتحاد إلى حركة «تضامن» البولندية من خلال NED. لاحقاً أصبح غيرشمان أحد الأعضاء المؤسسين للمجلس الاستشاري لحرية الإنسان في معهد جورج بوش الابن.