132 متظاهراً تم توقيفهم خلال التحرّكات الاحتجاجية التي شهدتها بيروت والمناطق خلال الليالي الماضية، وفق أرقام «المُفكّرة القانونية» التي رصدتها بالتنسيق مع «لجنة المحامين للدفاع عن المتظاهرين».أمس، أعلنت قوى الأمن الداخلي الإفراج عن جميع الموقوفين، باستثناء شخصين بسبب الاشتباه بهما بجنح أخرى غير مرتبطة بالتظاهر.
ووفق رئيسة «المُفكرة»، المحامية غيدة فرنجية، فقد تم توقيف 46 مُتظاهراً ليل الخميس، فيما اعتقل 86 متظاهراً ليل الجمعة، بينهم ستة قاصرين.
إعلان قوى الأمن الداخلي الإفراج عن الموقوفين، سبقته وقفة احتجاجية نفّذتها مجموعة من أهالي الموقوفين أمام ثكنة الحلو في بيروت للمطالبة بالإفراج عن أبنائهم واعتراضاً على آلية توقيفهم «الوحشية»، على حدّ تعبير أحد الأهالي الذي كان يصرخ منذ ساعات الصباح الأولى أمام الثكنة بحثاً عن ابنه طارق. يقول الرجل إنه لم يكن يعلم شيئاً عن ابنه الذي لم يبلغ العشرين عاماً والذي أتى من أحياء طرابلس الفقيرة، «بحثت عنه في كل المخافر من دون أن أحصل على جواب. لذلك قمت بالاعتصام أمام الثكنة».
بعد ساعات، خرج طارق وعلى جسده آثار ضرب وعنف، الأمر الذي هال الوالد الذي أوشك على أن يحرق نفسه احتجاجاً على مشهد خروج ابنه.
حال طارق كحال جميع الموقوفين الذين خرجوا وهم يحملون آثار ضرب وعنف بطريقة وحشية.
المحامية في «لجنة المحامين للدفاع عن المتظاهرين» نرمين السباعي قالت لـ«الأخبار» إن شهادات الموقوفين «أجمعت على تعرّضهم للضرب بطريقة وحشية أثناء توقيفهم، وخلال نقلهم داخل الآليات»، مُشيرةً إلى تعرّض الموقوفين لضرب مشابه لما كان يتعرّض له موقوفو الحراك المدني عام 2015.
فرنجية قالت إن الفرق الأساسي بين طريقة التعامل مع المتظاهرين الموقوفين هذا العام كان على صعيد سياسة القضاء، «هذه المرة، تولّى المدعي العام التمييزي الإشراف بدلاً من القضاء العسكري. وهذه المرة تم أخذ هوياتهم وسُمعت إفاداتهم بشكل بسيط، على أن تستكمل التحقيقات معهم بعد إخلاء سبيلهم، في حين أن المُتظاهرين عام 2015 كان يتم توقيفهم لأيام ومن ثم إخلاء سبيلهم».
تجدر الإشارة إلى أنه لا تزال هناك عشرات الدعاوى القائمة حتى الآن ضد ناشطين شاركوا في حراك عام 2015 بتهمة تخريب الممتلكات العامّة والتعدي على عناصر قوى الأمن الداخلي، وتتم مقاضاتهم أمام المحكمة العسكرية، فيما التحقيقات التي افتتحت في حوادث تورط عناصر قوى الأمن الداخلي في استخدام العنف المُفرط ضدّ المتظاهرين لم تصل إلى خواتيمها بعد.