شيّعت بلدة الجاهليّة الشوفيّة، مساء اليوم، محمد أبو ذياب، مرافق الوزير السابق وئام وهاب، الذي قضى ليلاً متأثراً بجروح أصيب بها أثناء مداهمة فرع المعلومات منزل وهّاب يوم أمس.وألقى وهاب كلمةً قبل التشييع، رثى فيها أبو ذياب، مؤكداً أنّ «الجبل خط أحمر»، و«سلامة لبنان خطّ أحمر، لأن دماءك لن تكون رخيصة». وشكر «عطوفة الأمير طلال أرسلان على موقفه»، موجهاً نداءً لوحدة الصفّ. وفيما دعا إلى التهدئة، و«لمّ الدمّ»، قال: «قريباً سينتصب لمحمد نصب تذكاري على مدخل الجاهلية»، مؤكداً أنه سيلاحق قضيته «وسيبقى دمك وصمة عار على جبين من اتّخذ القرار السياسي، والذي نفّذ عملية الاغتيال الغادرة، وأطلب من الجميع الهدوء وعدم إطلاق أيّ رصاصة خلال التشييع، وكلّنا تحت سقف الدولة التي تحمينا، وكلنا ثقة بالرئيس عون والجيش اللبناني الذي تلافى فتنة كبيرة»، مؤكداً «(أننا) سنفعل كل شيء ضمن القانون، ولكن ليس القانون المنحاز».
وكان وهّاب قد نعى أبو ذياب، محمِّلاً الرئيس سعد الحريري والقاضي سمير حمود واللواء عماد عثمان مسؤولية مقتله، ومؤكداً أنّه لن يتساهل أبداً تجاه «الجريمة». وغرّد عبر حسابه في «تويتر»، قائلاً: «فخامة الرئيس، ائتمنّاك على أرواحنا ومستقبل أولادنا ليأتي سعد الحريري ويضغط على القضاء ليغطي سمير حمود جريمة أمام بيوتنا».

أرسلان يعزّي
في تعليقه على التطورات في الجاهلية، قال رئيس الحزب «الديموقراطي اللبناني»، طلال أرسلان، في سلسلة تغريدات عبر «تويتر»: «مبروك لفرع المعلومات على هذه العراضة المعيبة التي حصلت في الجاهلية... ومبروك على الذي أصدر الأمر الهميوني... ومبروك لوليد جنبلاط على استباحة الجبل والقرى تحت شعار تطبيق القانون القائم على الصيف والشتاء تحت سقف واحد». وكتب: «مبروك تزايد قوّتك بإدارة شؤون ما يُسمّى المعارضة الدرزية... ومبروك للجبل بهذا التدنّي بمستوى الخطاب السياسي الذي خرج عن المألوف». وأضاف: «الله يرحم الشاب محمد أبو دياب الذي قضى في هذه الحادثة الأليمة والمرفوضة، آملاً من القضاء وما بقي منه أن يبيّنوا لنا ظروف استشهاده ومن يتحمّل مسؤوليّة استشهاد هذا الشاب البريء... احتراماً لما يسمّى الحريات العامة والقانون والدستور».


«الاشتراكي» يصوّب على وهّاب
وفي بيانه، توجّه «الحزب التقدّمي الاشتراكي» بالتعزية إلى «عائلة أبو ذياب وعموم أهالي الجاهلية بوفاة الفقيد محمد أبو ذياب خلال الأحداث المؤسفة التي حصلت في البلدة أمس»، مؤكداً «(أننا) كنّا بغنى عن هذه الخسارة الأليمة وعن كل ما جرى نتيجة الحالة الأمنية الشاذة التي يمثّلها البعض، والتي طالما استهدفت استباحة الجبل في أمنه وسلمه وبسبب منطق الخروج عن القانون والعبث بالأمن، والذي حظي برعاية وتغطية ما هو واقع لا نقبل باستمراره، وقد رأينا نتائجه المؤسفة في وفاة المرحوم محمد أبو ذياب وفي ما تعرّضت له وتحمّلته بلدة الجاهلية من خسائر وأعباء ومخاطر كادت تحوّلها إلى ساحة مواجهة مع القوى الأمنية الشرعية». وشدّد على «مسؤولية القضاء في متابعة التحقيقات مع كل الموقوفين والمطلوبين بكلّ عدالة وشجاعة في كل ما حصل في الأيام الماضية، لأن التهاون القضائي الذي يسعى إليه البعض اليوم، والذي لطالما مورس سابقاً، هو الذي قادنا إلى ما وصلنا اليه من مآسٍ وخسائر».
ودعا شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز، نعيم حسن، إلى «التهدئة والتعقّل ووحدة الصف والتمسك بالدولة». وقال: «نحن مؤمنون بأن الجيش بأدائه الوطني هو موقع ثقة، طبعاً عبّرنا عن شجبنا لما حصل. نحن على ثقة كبيرة بالقيادة السياسية، وتحتكم طائفتنا إلى الدستور».
وكانت قوّة من فرع المعلومات قد داهمت، مساء أمس، منزل وهاب في الجاهلية، بناءً على إشارة من النيابة العامة التمييزيّة، بعد امتناعه عن الحضور أمامها، للاستماع إليه في الشكوى المقامة ضدّه على خلفية مواقف اعتُبرت مسيئة بحقّ الحريري.
وفيما اتّهم وهاب «المعلومات» بإطلاق الرصاص على مرافقه بينما كان على بعد أمتار منه، أفادت قوى الأمن الداخلي، في بيان، صدر فجر اليوم، بأنّه لدى مغادرة القوة التابعة لها لقرية الجاهلية، أطلق «مناصرو وهّاب النار من أسلحة مختلفة بشكل عشوائي، ما أدى إلى إصابة أحد مرافقيه».