بعد أكثر من أسبوعين على وصول الباخرة التركية الثالثة، المخصصة لزيادة التغذية بالتيار في شكل مجاني لمدة ثلاثة أشهر، تقرّر أن تكون وجهتها الأخيرة في الزوق، مع إمكان حصول مناطق واسعة من كسروان وجبيل والمتن على كهرباء 24 على 24. فقد تبين أن رسو الباخرة في الجية لا يسمح بالاستفادة سوى من 40 ميغاواط من قدرتها الإجمالية التي تبلغ 220 ميغاواط، نظراً لعدم وجود مخارج قادرة على إخراج كل الطاقة المتوافرة، أما بالنسبة إلى وجهتها الأساسية، أي الزهراني، فلا يزال السبب الفعلي لعدم رسوها هناك مجهولاً، في الوقت الذي تكتفي «كهرباء لبنان» بالإشارة إلى «أسباب خارجة عن إرادتنا»، علماً أن المؤسسة نفسها سبق أن اقترحت أن يصار إلى ربط الباخرة بمعمل الزهراني، إذ أشارت في كتابها المرسل إلى وزير الطاقة في 21 حزيران الماضي إلى أنه وفقاً للمعطيات الفنية «من الأنسب ربط الباخرة الثالثة بمحطة الزهراني على شبكة الـــ220 ك. ف.، وذلك للعديد من الأسباب ومنها، وضع العديد من محطات التحويل الرئيسية الجديدة 220 ك. ف. قيد الخدمة (صيدا، الضاحية، الأشرفية وبعلبك)، الأمر الذي يتطلب وضع قدرات إضافية على شبكة الـــ220 ك. ف. لتغذية هذه المحطات».وفيما علمت «الأخبار» أنّ المؤسسة لا تزال عند موقفها، كما لم تصدر أي كتاب يعدّل في هذا الموقف، إلا أن عدم تمكّنها من وصل الباخرة بالزهراني بعد تلقيها اعتراضات سياسية، على ما تردد، جعل وجهتها الثانية تكون الجية، قبل أن تستقر في الزوق، الذي أوقفت فيه مجموعتان عن العمل بسبب الصيانة.
وقال وزير الطاقة سيزار أبي خليل، بعد لقائه نواب التيار في كسروان، إنه «بناء على الدراسات وعلى توقف وحدتين في الزوق، نحن قادرون على أن نصرف أكثر من هذه الباخرة في الزوق، ونستطيع كذلك أن نحسن في منطقة كسروان والمناطق في المتن التي تتغذى من محطة بكفيا ومناطق جبيل التي تتغذى من حقل الريس. هذه المناطق تستطيع الحصول على كهرباء تتراوح بين 22 و24 ساعة إذا كان لدينا هذه الكلفة المجانية الإضافية في كسروان». وأعلن أن نقل الباخرة يمكن أن يحصل في غضون أيام.
وأضاف: «رست الباخرة في الجيه صرفت ما صرفته، إنما لدينا إمكان أن تصرف أكثر في الزوق، نستطيع أن نفيد البلد كله إنما المنطقة التي ترسو فيها الباخرة بشكل ملحوظ وجيد جداً، إذا استطعنا الوصول إلى 22 ساعة أو 24 في هذه المنطقة، لأنه تقنياً هناك شبكة منفصلة وهي شبكة 66 كيلو فولت قادرون أن نضع عليها نحو 90 ميغاواط في كسروان وحدها. هذا الأمر تقنياً يمكن القيام به، وهذا النقاش كان مع النواب وسنتابع هذا الموضوع مع كهرباء لبنان». تابع: «بعد ثلاثة أشهر نكون قد انتهينا من الصيانة في كسروان، وقرار مجلس الوزراء قبلها لثلاثة أشهر مجانية، بعد ذلك ستغادر إلى حيث لديها ارتباطات».
وأعلن النائب نعمة أفرام عن «إمكان تحقيق انفراج واسع في مسألة النقص في التغذية الكهربائية في كسروان، لا سيما في موسم الصيف». وأضاف: «في هذا الصيف كنا نرى أن انقطاع الكهرباء في كسروان يصل إلى اكثر من 10 ساعات، وقد وجدنا أن هناك حلاً في وزارة الطاقة سيدرس، وإذا جرى التوافق فإن العملية سريعة، ويمكن أن نقول للكسروانيين تحديداً إن في إمكانهم الحصول على 24 ساعة كهرباء هذا الصيف بعيداً من مولدات الأحياء».
وأكد النائب شامل روكز أن «الطاقة الكهربائية التي يمكن أن تأتي إلى كسروان وجبيل والمتن غير مأخوذة من حصة أحد، بل بالعكس هي فرصة لزيادة التغذية في هذه المناطق والموضوع لا يتعلق بنقل باخرة من مكان إلى آخر وخفض التغذية لمناطق ثانية، وهذه فرصة كسروانية وجبيلية يمكن أن نستفيد منها ولا يمكن أن تفسر أنها أخذت منحى آخر».