من اتحاد الشباب الديموقراطي وعالم الصحافة إلى حملة «بدنا نحاسب»، انطلقت نعمت بدرالدين (مواليد عام 1981) وعينها على خوض معركتها النيابية في الدائرة الثالثة جنوباً (النبطية مسقط رأسها تحديداً).
في عام 1998، خرقت الناشطة اليسارية نعمت بدرالدين لائحة حزب الله وأمل وصارت عضواً في مجلس فرع الطلاب في كلية الإعلام في الجامعة اللبنانية. لم تكن حينذاك «حزبية». كانت صديقة وناشطة ضمن اتحاد الشباب الديموقراطي. بعد عامين، انضمت رسمياً إلى الحزب الشيوعي اللبناني. يومها، قال لها والدها: «يطعمك الحجة والناس راجعة».
اصطدمت بدرالدين بما تسمّيه «سيطرة الذكورية المخيفة على واقع الأحزاب»، فقررت الانسحاب، خصوصاً أنها لم تكن راضية عن «انعكاس الخطاب السياسي للحزب الشيوعي على أرض الواقع»، واختارت «النضال في الشارع. وبالفعل، خضنا معركة مواجهة التمديد لمجلس النواب، وصمّمنا على أن نشكل كتلة ضغط، قبل أن نكتشف أن التغيير في لبنان هو نتاج عمل متراكم». في عام 2011 كانت مِن مؤسّسي «حملة إسقاط النظام الطائفي». وفي عام 2015 خاضت مواجهة اعتراضية على الإدارة السيئة لأزمة النفايات في النبطية، وحصل تواصل مع مجموعة «طلعت ريحتكم» و«دعونا للنزول الى الشارع. وحين خرجنا منه كانت «بدنا نحاسب» التي اعتبرت أن النظام السياسي الطائفي يولد مشكلة النفايات».
في برنامج «الزعيم»، الذي أطلقته قناة «الجديد»، «حققتُ نقلة نوعية في حياتي. تواصلت مع الناس واستمعت اليهم وعرضت أفكاري، واقتنعت بأن الأهم هو التوجه الى فئة من الناس يسهل التفاهم معها».

«رفضتُ عرضاً
من القوات اللبنانية للترشح عن مقعد جبيل، وآخر من زحلة من
مريام سكاف»




من المحطات التي أثرت في حضورها السياسي أيضاً، كما تقول، إطلالتها الاعلامية الأولى كضيفة على برنامج «كلام الناس»، إذ برزت يومها كناشطة معارضة لسياسة أمل ــ حزب الله، لا سيما حين قالت جملتها «الشهيرة»: «المقاومة تاج رؤوسنا... ولكن نرفض تحويل الجنوب الى حسينيات». ورغم كونها، لغاية اليوم، تتحدث باللغة ذاتها، وهي التي حمّلت في عام 2016 حزب الله وحركة أمل مسؤولية «طمرنا بالنفايات»، إلا أن كلامها لم يشكل استفزازاً لبيئة المقاومة.
تسأل نعمت بدرالدين: «لم لا أترشح إلى الانتخابات؟ هذا حقي والقانون يعطينا أملاً بالخرق». المشاكسة التي تواجه أكثر من 10 دعاوى «تحريض وتكسير» ضدها، تعرف أن الحلم بعيد المنال من منطلق كونها مرشحة عن المقعد الشيعي في دائرة الجنوب الثالثة (النبطية ــ بنت جبيل ــ حاصبيا مرجعيون). لكنها تريد أن تؤسّس تجربتها اليوم لدورة عام 2022. تقول: «تلقّيت عروضاً، من القوات اللبنانية للترشح عن مقعد جبيل، وآخر من زحلة من مريام سكاف، ومن رياض الأسعد في الزهراني، ورفضت لأني ضد السلطة».