نعى المكتب السياسي في الحزب الشيوعي في بيان أمس "القائد المناضل جورج سليم البطل الذي وافته المنية عن 87 عاما". عدّد البيان المراحل التي طبعت التاريخ الحزبي للبطل، الذي وُلد في مشغرة من أسرة ميسورة، لكن ذلك لم يمنعه من إكتشاف الفقر الريفي والتفاوت الاجتماعي باكرا. تأثر بالأفكار الشيوعية من خلال صلته بشيوعيي إبل السقي، وبينهم الكاتب سلام الراسي، ثم من خلال تزامله مع شيوعيي بلدته، وبينهم حسن عواضة ونعمة الحاج ونقولا طرابلسي وخليل الدبس. رافق لفترات طويلة الشهيدين فرج الله الحلو وجورج حاوي، وكان واحداً من الذين كتبوا تاريخ الحزب بنضالهم. تجسّدت بداية نشاطه الحزبي في مشاركته مع وفد الشباب الديمقراطي اللبناني في مهرجان بوخارست للشباب والطلاب عام 1953. وتحوّل من مناضل في صفوف الحزب إلى أحد روّاده لدى إندلاع ثورة 1958، فخاض العمل السري ودخل السجون. وكان في 1966 أحد رجالات الجيل الثاني الذين صنعوا حركة التجديد في الفكر والسياسة داخل الحزب، وأنجزوا مؤتمره الثاني عام 1968، حيث لعب دوراً أساسياً في صياغة الوثائق التاريخية لهذا المؤتمر. قضى القسم الأكبر من الستينات والسبعينات في براغ ممثلاً لحزبه في مجلة "قضايا السلم والاشتراكية"، الناطقة باسم الأحزاب الشيوعية في العالم، وشارك في عشرات المؤتمرات والمنتديات التي عقدتها الحركة الشيوعية واليسارية العالمية. كما شارك في إنشاء الحرس الشعبي وتأسيس الحركة الوطنية وإطلاق جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية، وساهم في عقد وتمتين الصلات مع حركة المقاومة الفلسطينية الناشئة وفي انتزاع الاعتراف بها لدى بلدان الحركة الشيوعية. تميّز بفكره النيّر وبالجرأة في التعبير عن أفكاره. وإضطلع بدور مهّم في صياغة الوثيقة التاريخية التي أُقرت في المؤتمر السادس عام 1992، متضمنة قراءة نقدية جريئة للحرب الاهلية ودور الحزب فيها. وبغيابه، يفقد الحزب الشيوعي اللبناني والحركة الوطنية اللبنانية والحركة الشيوعية العربية والعالمية واحداً من أنصع الرموز".يشيّع الفقيد في بلدته مشغرة الرابعة من بعد ظهر السبت المقبل.