ريفي: الـ"زي ما هيّي" سقطت

  • 0
  • ض
  • ض

أدلى الوزير أشرف ريفي بصوته في مدرسة دوحة الآداب، وعاد ومكث في منزله على طريق الميناء، بعيداً عن ضجيج التحالفات الحزبية. الاحتكام إلى صندوق الاقتراع كان شعاره الأول. تشبّث بموقعه القوي كمستقل عن أي جهة سياسية، وتحديداً تيار المستقبل «المُرتد» عن الثوابت. بدا وجهه متجهّماً، وأحياناً ضاحكاً. العنصر الأساس في تحديد تعابيره، هو إجاباته عن أسئلة توقعاته للربح والخسارة. لا يستطيع التحدّث عن فوز ساحق، لكنه لم يخَف من هزيمة قاسية، داخل مدينة باتت بالنسبة إليه قلعته الحصينة. تصرّف بثقة المتأكد من جهود ماكينته على الأرض. عوّل على شخصيات غير تقليدية أو مستهلكة ترشحت على لائحته لصدّ الهجمة المباشرة ضدّه. كان من المتوقّع أن يكون بيت اللواء السابق أشبه بمحجة للمناصرين في مثل هذا اليوم الحسّاس. لكنه بدا أقرب إلى مركز استجمام يرتاح فيه الزائر. حرص الرجل، محاطاً بفريقه الإعلامي، على الاستفسار عن أي معلومات ذات طبيعة ميدانية، أو عوامل متوافرة على المستوى السياسي ـــ وخصوصاً في ما يتعلق بتيار المستقبل ـــ تبقيه جاهزاً ومتحضراً لساعات الحسم مساء. مهما كانت النتيجة، يقتنع ريفي ضمناً بأن بيارقه ستلوح، لتجاور بيارق الأحزاب والتيارات المنتشرة في طرابلس، وتعلّم الرئيس سعد الحريري «درساً لن ينساه». لا شك أن الإحصاءات كانت تؤكد أن القدرة التجييرية لماكينات التحالف السياسي ستكون أضعافاً مضاعفة عن قدرة ماكينته، لكن أمل التشطيب ترك باب التفاؤل مفتوحاً. في هذا الوقت، كانت البنية التحتية للتيار «الريفي» المستجد على الساحة الطرابلسية تُصارع على الأرض للحفاظ على وجودها. ماكينة انتخابية مبتدئة تعمل بكامل قوتها ضد محاولة الحريرية السياسية إقصاء «الزعيم» الشمالي الجديد. ماكينة عنصرها الأساسي شبان وشابات تعرفهم من لباسهم. قمصان بيضاء موقعة باسم «قرار طرابلس»، انتشرت كمن يخوض الانتخابات للمرة العاشرة. تنظيم وتنسيق لا يقلان عن باقي الماكينات. وجود مندوبي ريفي مؤمّن عند كل مركز اقتراع. يتوزعون كما تتوزع صور اللواء على طول الطرقات والأرصفة. يتبادلون «الدوامات». يقودون «محورهم» التنظيمي بهدوء لا قنص سياسياً فيه ولا استفزازات. نادراً ما يخلو حائط طرابلسي من لائحة دعم وتأييد لريفي تؤكد أنه أصبح «أمراً واقعاً ونقطة على السطر»! في الواقع، قطف ريفي ثمرة جنوحه من الحياة الأمنية إلى الحياة السياسية. كل المؤشرات التي سبقت إغلاق صناديق الاقتراع، بغض النظر عن نتائجها، تؤكد أنه بنى حيثية لا يستهان يها فوق جسم الحريريين المريض. في رصيده الكثير من المواقف السياسية التي افتقدها الطرابلسيون عند «الشيخ سعد» وتياره. مع ذلك، تسلّح بالدعم الذي لقيه من وفد «بعلبك مدينتي» الذي خسر أمام لائحة الأحزاب في الانتخابات البلدية، للقول بأنه «صوت التغيير» الذي يحتاج إليه الناس هنا. يتبيّن إلى ناظر الوزير ريفي وسامعه أنه «أذكى من كسر الجرة» مع الرئيس الحريري رغم كل التصريحات السياسية النارية. يلتف حول الأسئلة التي تحاصره ليؤكد أنه «ليس في حالة قتال مع رئيس تيار المستقبل». لكن الناس هنا «ترفض المحاصصة والإقطاع». «أنا لست إقطاعياً» يقول ريفي لـ«الأخبار». هذه «قيمة مضافة إلى سجلي» برأيه. يسرّه أن الناخبين في طرابلس لن ينتخبوا لائحة الأحزاب «زي ما هيّي». فقد «سقطت هذه القاعدة»، وتبيّن أن «شريحة واسعة من جمهور المستقبل بات في صفّنا».

0 تعليق

التعليقات