المتن ـــ رندلى جبورقبل الانتخابات بقليل، كانت كل من اللائحتين الأساسيتين في المتن الشمالي تعلن حسم المعركة لمصلحتها. بعد الانتخابات بقليل، نام المتنيون على خبر ليستفيقوا على خبر مختلف، مفاده أن 6 مرشحين من التغيير والإصلاح ومرشَّحين من لائحة الإنقاذ المتنية سيدخلون برلمان 2009. لا حياد في المسألة، وبين مفاجأة التغيير والإصلاح بخرقه ومفاجأة الموالاة بعدم تحقيق النتيجة المرتقبة و«إخراج العماد ميشال عون من المتن» كثرت الأخبار والتحليلات، وبقيت الدهشة عنوان الوجوه المتنية. فقد تحدث البعض عن تزوير طاول المتن كما طاول زحلة وبيروت الأولى، وسأل البعض النائب سامي الجميل: «من أين لك هذا» في إشارة إلى الأصوات الأرمنية التي نالها. ومن هذا السؤال انتقل المتنيون إلى سُبحة أسئلة تتعلق بكيفية تعويض الفرق الذي كان بين النائب ميشال المر ومرشحي اللائحة المنافسة وبسبب تأخر وصول صناديق بلدة بسكنتا الجردية إلى ما بعد الثالثة صباحاً.
إذاً، غفا أهل المتن على معلومات أولية ترجّح فوز المعارضة كاملة في المتن، فيما استفاقوا مدهوشين على تسجيل خرقين عدّهما البعض فرضاً خارجياً صرفاً، وبالتالي لم يثبت ميشال المر أنه الرقم الصعب في المتن، وخصوصاً أنه نال 42616 صوتاً، فيما نال سامي الجميل مثلاً 47592 وفق ما قرأ أحد المواطنين في النتائج. وعلى الضفة الأخرى، الدهشة هي نفسها، فقد تحدث مواطنون عن أنهم انتظروا «اكتساح» 14 آذار لكل المقاعد، مشيرين إلى أن خرق الجميّل والمر هو خسارة. ورأى البعض أن العماد عون خسر شعبيته ولم تكن لائحته لتحقق النجاح لولا أصوات الأرمن، متحدثين عن «وفود أتت من أرمينيا ومن سوريا للاقتراع لمصلحة المعارضة». أما التطرف المسيحي الذي أخرج ويخرج الأرمن من المعادلة المسيحية واللبنانية، فرأى أن «المسيحيين منحوا ثقتهم لثورة الأرز، لكن الأرمن أنجحوا المعارضة».
وتطول أحاديث المتنيين عن «ضغوط قام بها رئيس بلدية المنصورية في الخامسة من صباح اليوم الانتخابي، مهدداً المواطنين بوظائفهم»، وعن حجز بطاقات هوية ووصول مجنسين «هبطوا بالباراشوت» كما حصل مع 150 مجنساً في بلدة المنصورية.
النتائج غير عادلة بالنسبة إلى الجهتين، والسؤال عن الطعن وضع على طاولة المتنيين الذين طلب أحدهم أن تكون عبارة الختام «نمنا وقمنا ولقينا ما في بلد»، لكن لم نعلم إذا كان بلده معارضاً أو موالياً أو حلماً صادقاً ينتظر التحقيق، ولكن على كل الأراضي اللبنانية «بلا خرق ولا تدخل خارجي ولا تزوير ولا أموال، وعندها يمكننا القول إن لبنان بلد ديموقراطي». هكذا قال متني أوسترالي أتى من أبعد قارة في العالم ليمارس واجبه الوطني «بالعربي المكسّر»!