غزة | ثلاثة أخبار متتالية نقلها موقع «حشدوت بزمان» العبري، تحدّث فيها عن هبوط مروحيات تقلّ جنوداً أصيبوا خلال القتال في قطاع غزة، إلى مستشفيات «شعاري تسيديك»، و»بلينسون»، و»تل هشومير»، في فلسطين المحتلة، ثم أتبعها بالحديث عن «أحداث صعبة» تواجه القوات المتوغّلة في مدينة رفح جنوبي القطاع. والأخيرة تصدّرت المشهد الميداني، أمس، إذ نفّذت المقاومة فيها عشرات المهمات القتالية، بعدما كشف العدو عن تفاصيل الكمين المحكم الذي تعرّضت له القوة 50 من «لواء ناحال»، وتسبّب بمقتل ثلاثة جنود وإصابة 5 آخرين. ووفقاً لإذاعة جيش الاحتلال، فقد استخدم المقاومون أحد المباني لإطلاق قذيفة «آر بي جي» في اتجاه دبابة، ليبدأ تمشيط المبنى بالنار، وفي تلك اللحظة، تصرّف عناصر «كتائب القسام» بشكل سريع، وقاموا بتفخيخ المبنى، وحينما دخلت القوة الخاصة إليه، فجّروا العبوات، ما تسبّبت بانهياره تماماً.أما في ما يتصل بـ«الحدث الصعب» الثاني الذي تحدّثت عنه مواقع إخبارية مقرّبة من جيش العدو، أول من أمس، من دون أن تكشف تفاصيله، فقد فنّده «الإعلام العسكري» التابع لـ«كتائب القسام»، والذي أعلن أن المقاومين تمكّنوا من تنفيذ عملية مركّبة، استدرجوا خلالها قوة صهيونية خاصة إلى أحد الكمائن قرب مدرسة الشوكة شرق رفح، وقاموا بتفجير عبوة رعدية بها، ما تسبّب بمقتل 4 من أفرادها على الفور وإصابة عدد آخر. ووفقاً لـ«القسام»، فإن الجزء الثاني من العملية تمّ بعد وصول قوات النجدة، حيث تمكّن المقاومون من قنص جنديين من أفرادها، وحينما حاولوا أسر أحد الجنود، قام العدو بقتله، ثم هبطت مروحية تحت غطاء ناري كثيف لإجلاء القتلى والمصابين.
أما عن خريطة الانتشار الحالي لقوات جيش الاحتلال في رفح، فقد أوضحت مصادر ميدانية، في حديث إلى «الأخبار»، أن الدبابات الإسرائيلية وصلت إلى حارة الشاعر شمال مستشفى أبو يوسف النجار، وتوغّلت في أحياء التنور ودير ياسين وشارع جورج وعدنان أبو طه وتمركزت في المقبرة الشرقية. كذلك، وسّعت دبابات العدو انتشارها في أحياء البرازيل والسلاح وقشطة، في وسط المدينة من الجهة الشرقية. كما قامت بعمليات تقدّم، ثم تقهقر، في مناطق الكراج الشرقي ودوار العودة ومخيم يبنا ومفترق كير، ومن بوابة صلاح الدين وحتى مركز الشرطة في تل السلطان في الجهة الغربية من المدينة.
في المقابل، نفّذت الأذرع العسكرية لفصائل المقاومة 18 مهمة قتالية ذات طابع التحامي، إلى جانب عدد آخر من مهمات إطلاق الصواريخ وقذائف الهاون، إذ استهدفت «كتائب القسام» عدداً من جنود الاحتلال الذين تحصّنوا داخل أحد المنازل في منطقة الشوكة شرق رفح، بقذيفة مضادة للأفراد من نوع «تي بي جي». كذلك، فجّر مقاتلو «القسام» عبوة رعدية بقوة من جنود العدو قوامها 15 جندياً، وأوقعوهم بين قتيل وجريح في منطقة ملعب الفدائي في حي التنور. كما أعلنت الكتائب تفجير خمس آليات في المعارك الدائرة في مدينة رفح، فضلاً عن قصف القوات المتوغّلة في تلة زعرب وحيي السلام وتل السلطان بوابل من قذائف الهاون. بدورها، أعلنت «سرايا القدس» أن مقاوميها أطلقوا صاروخ «107» على جرافة عسكرية جنوب مخيم يبنا. كما أعلنت «كتائب شهداء الأقصى» تنفيذ عملية استحكام مدفعي وصاروخي في اتجاه تجمّع لجنود العدو المتوغّلين في محيط مطار غزة المدمّر شرق رفح.
أما في محور القتال في مخيم جباليا شمال القطاع، والذي تتواصل فيه العملية البرية لليوم التاسع عشر على التوالي، فقد تراجعت قوات الاحتلال من وسط المخيم في البلوكات 1و2 و3 في محيط السوق القديم ومركز الشرطة، إلى الأطراف الشرقية في البلوكين 4 و5، وبالتحديد في محيط مسجد عماد عقل ومنطقة السكة، فيما واصلت توغّلها في مربع مسجد الخلفاء الراشدين والأطراف الشرقية لمشروع بيت لاهيا وأحياء تل الزعتر والشيخ زايد وقليبو. ووسط ذلك، واصلت الأذرع العسكرية لفصائل المقاومة خوض اشتباكات عنيفة في كل محاور القتال، إذ فجّرت «كتائب القسام» دبابة في مربع الخلفاء الراشدين بقذيفة «الياسين 105»، كما فجّر مقاتلو «سرايا القدس» دبابة «ميركافا 4» بقذيفة مضادة للدروع في محيط مستشفى كمال عدوان في مشروع بيت لاهيا. واستهدفت «القسام»، أيضاً، قوة راجلة تحصّنت داخل أحد المباني في محيط الكلية الجامعية جنوب حي الصبرة في مدينة غزة، بقذيفة مضادة للأفراد، معلنة إيقاع أفرادها بين قتيل وجريح.
وأمام تلك الوقائع، تزايدت الأصوات المطالبة بإعادة النظر في أهداف الحرب حتى في داخل مجلس الحرب المصغّر ذاته، إذ قال رئيس الأركان السابق، غادي آيزنكوت، معلّقاً على العملية المستمرة في جباليا وتلك التي تتوسّع تدريجياً في رفح: «من يقول إننا سنقضي على ما تبقّى من كتائب حماس في رفح ثم نستعيد المختطفين، يزرع الوهم (...) فرقة كاملة من الجيش تخوض معارك ضد كتيبة أعلنّا عن تفكيكها في جباليا والقتال قاس. الحكومة فشلت فشلاً ذريعاً في استعادة الأمن».