بغداد | في إطار استهدافاتها التي تركّزت في الآونة الأخيرة على المطارات الإسرائيلية، أعلنت «المقاومة الإسلامية في العراق»، فجر أمس، إطلاق طائرات مسيّرة متفجرة على «مطار بن غوريون» في «تل أبيب»، مؤكّدة أيضاً حصول اجتماعات تنسيقية عدة في طهران مع باقي أطراف محور المقاومة. وتتحدّث مصادر في «تنسيقية المقاومة العراقية»، لـ«الأخبار»، بدورها، عن أن مواصلة الأخيرة استهدافها مواقع إسرائيلية حيوية في الأراضي المحتلة، تأتي ضمن خطة عسكرية تتوزّع على مراحل متعدّدة، الهدف منها إرباك العدو. وكانت قد أعلنت المقاومة، في بيان، أنها استهدفت المطار المذكور بواسطة الطيران المسيّر، مؤكّدة استمرارها في دكّ معاقل الأعداء استكمالاً للمرحلة الثانية من عملياتها.وفي سياق متصل، تفيد مصادر التنسيقية بأنّ «المدة الماضية شهدت أكثر من عشرة اجتماعات بين قيادات فصائل المقاومة من مختلف الدول داخل العراق وفي إيران، لمناقشة العمليات العسكرية ضد الاحتلال ومراجعتها». وتضيف أنّ غالبية الآراء اتّفقت على دعم قطاع غزة، وإبقاء هجمات المقاومة على منشآت الكيان الصهيوني قائمة، ودراسة جهود الحكومة العراقية لإخراج قوات «التحالف الدولي» من البلاد عبر المفاوضات الجارية بين الجانبين حالياً، وتحديد سقوف زمنية لرحيل هذه القوات.
ومن جانبه، يؤكد المتحدث باسم حركة «النجباء»، حسين علي الموسوي، أنّ الحركة «مع أي فعل لإخراج القوات الأميركية من العراق. وكان لضربات المقاومة للقواعد الأميركية الأثر المهم في جلوس الأميركيين على طاولة المفاوضات، وإعادة تحريكها بعد أن طواها النسيان لسنوات عدة». ويضيف الموسوي، في تصريح إلى «الأخبار»، أنّ «المفاوضات التي تجري بين الحكومة العراقية والجانب الأميركي عبر اللجان المختصة تصبّ بالتأكيد في مصلحة العراق حكومةً وشعباً. وكذلك، سيكون مردودها إيجابياً على المنطقة عموماً». ولكنه يستدرك بالقول إنه «حتى الآن، لم تسفر هذه المفاوضات عن شيء، ولا زالت الأمور غير واضحة وننتظر النتائج».
وبشأن العمليات العسكرية ضد العدو الإسرائيلي، يقول الموسوي إن «عملنا جزء من عمل محور المقاومة. ونحن تحت عباءة وحدة الساحات في دعم الشعب الفلسطيني وإسناده في مواجهته للآلة الحربية الإسرائيلية. وكانت إستراتيجيتنا واضحة، وتحمل مجموعة من الرسائل، منها أننا لن نتخلّى عن فلسطين، ونعمل بكل ما أوتينا من قوة من أجل نصرة الإخوة الفلسطينيين أمام الهجمة البربرية التي تقودها إسرائيل وأميركا». ويتابع أنه «في الوقت الذي تخلّى فيه القادة العرب والكثيرون من دول المنطقة والعالم عن الوقوف مع الشعب الفلسطيني، نحن أعطينا درساً بليغاً لهذه الحكومات بأننا مع فلسطين، وأننا لن نتخلى عن فلسطين. وضربات المقاومة سوف تستمر ما دام هذا العدوان مستمراً».
وتعليقاً على العمليات العسكرية داخل العراق، والمتوقفة حالياً في انتظار نتيجة المفاوضات، يقول النائب عن حركة «الصادقون» النيابية، الجناح السياسي لـ«عصائب أهل الحق»، حسن سالم، إنّ «المحتل الأميركي نهايته الهزيمة من قبل المقاومة الإسلامية العراقية. وتعليق العمليات العسكرية جاء اتّساقاً مع الرؤية الحكومية في بذل الجهود الديبلوماسية لإخراج القوات الأميركية عن طريق المفاوضات». ويؤكد، لـ«الأخبار»، أنّ «الحكومة جادة في إنجاح المباحثات الخاصة بانسحاب قوات التحالف، ولا سيما الأميركيين، بعد استهداف قادة من المقاومة، وآخرهم أبو باقر الساعدي وأبو التقوى السياسي وغيرهما من المجاهدين، من أجل السيادة». ويتابع أنّ «المقاومة في العراق ولبنان واليمن لها دور مشرّف في مناصرة غزة، في وقت سكت فيه حكام الخليج وباقي الدول المطبّعة مع الاحتلال».
وكان الأمين العام لـ«كتائب حزب الله»، أبو حسين الحميداوي، قد أكّد، أثناء لقائه عدداً من قيادات محور المقاومة من داخل العراق وخارجه في طهران، أول من أمس، أنّ تعليق العمليات العسكرية في العراق ليس نهاية الأمر، مبيناً أنّ «المقاومة تراعي التوقيتات وتتفاعل مع التحديات الأساسية وتدير قراراتها بحكمة وتدبّر». كما أكّد بيانٌ للكتائب أن المقاومة تمتلك القدرات الذاتية لإدارة معركة طويلة الأمد، مضيفاً أنّ أداء أهل العراق في معركة إسناد غزة «مميّز وفعّال».