غزة | لم تُبقِ إسرائيل على حالة الاستنفار التي فرضها عليها احتمال ردّ حركة «الجهاد الإسلامي» على اعتقال القيادي في الحركة، بسام السعدي، طويلاً. إذ سرعان ما بادرت، في وقت كان فيه الوسطاء الإقليميون والأمميون يحاولون منع الانفجار، إلى بدء عدوان على قطاع غزة، ليس من الواضح بعد كيف سيتطوّر وينتهي. ويرى المحلّل السياسي، إسماعيل محمد، أن العدو كان يخطّط منذ البداية لما حدث يوم أمس؛ «إذ ليس منطقياً أن يقابل الاحتلال تهديداً محدوداً قد يأتي في شكل إطلاق عدد من الصواريخ، بكلّ هذا الهيلمان من الاحتياطات والاستنفار، حيث زار رئيس الأركان، أفيف كوخافي، فرقة غزة ثلاث مرات خلال 24 ساعة، وأجرى تقييماً للوضع العملياتي، ما يعني أن جيش الاحتلال كان يجري استعداده لسيناريو التصعيد». ويبيّن محمد، في حديثه إلى «الأخبار»، أن «ما حدث يشابه البروتوكول الأمني الذي تمّ اتّباعه عقب اغتيال القيادي في القسام مازن فقهاء في عام 2017، واغتيال القيادي بهاء أبو العطا عام 2019، كما أن إخلاء المستوطنين من البيوت المحاذية لحدود القطاع كان ينذر بأن حدثاً ما قادم». ويضيف: «أمّا وقد وقع ما كنّا نخشاه، فإن الأيام المقبلة ستشهد معركة لا تُعرف حدودها؛ فإذا مرّرتها المقاومة بردّ فعل محدود، أي في إطار التكلفة التي يمكن أن يتحمّلها الاحتلال، فإن ذلك سيفتح شهيّة العدو للمزيد من العمليات المشابهة، لكن توحُّد المقاومة ودخول كتائب القسام على خطّ الحدث، سيعيد ترتيب المشهد من جديد». ويرى المحلّل السياسي أن «استهداف الجهاد تحديداً جاء لكسر مخطّط توحيد الساحات»، مبيّناً أن «ما يريد العدو أن يقوله هو أن على الجهاد أن تترك الضفة لمصيرها، وأن تتوقّف عن دعم المقاومة الناشئة هناك، لكن هذا لن يحدث، لأن عقيدة الجهاد القتالية قائمة على القتال والتضحية حتى النفَس الأخير».من جهته، أكد مصدر في «الجهاد»، لـ«الأخبار»، أن قرار الردّ على جريمة اغتيال الشهيد تيسير الجعبري اتُّخذ فعلاً، فيما «حدوده لا تزال غير معلومة». أمّا «بيضة القبّان» فيه، فهي انضمام «كتائب القسّام» إليه، وخصوصاً أن الاحتلال حاول الترويج لكوْن العدوان يستهدف «الجهاد» حصراً، آملاً أن «لا تنضمّ حركة حماس إلى المواجهة». لكن المصدر المذكور، أفاد بأنه يجري التشاور مع بقيّة الفصائل حول طبيعة الردّ وحدوده، جازماً بأن «القسام» ستتدخّل في الجولة الحالية، حتى لا تسمح باستنساخ السيناريو نفسه ضدّ قادة آخرين.