فيما يستمر الاحتلال بتجريف الأراضي المتواصل في منطقة النقب المحتلة، لليوم الرابع على التوالي، لا تزال المنطقة تشهد انتفاضة للأهالي رفضاً للتجريف الذي يقوم به «الصندوق القومي اليهودي» لأراضٍ وزراعتها توطئة للاستيلاء عليها لصالح مخططات المشروع الاستيطاني. وبالإضافة إلى الوقفات التضامنية التي تشهدها مختلف المناطق الفلسطينية تضامناً مع أهالي النقب، برزت دعوات إلى التظاهر أمام مقار «الصندوق القومي اليهودي» في العالم.
ولا تزال مداهمات عناصر «الصندوق» المحمية من قوات الاحتلال متواصلة، بمرافقة الجرافات، في اتجاه يميل إلى التصعيد، بينما يصرّ أهالي النقب التصدي لها. وداهمت قوات الاحتلال، اليوم، تل السبع، التي شهدت مواجهات خلال الأيام الماضية، كما تمركزت القوات الإسرائيلية وخيّالتها عند مداخل سعوة، التي شهدت عمليات التجريف.

وتزامناً مع ذلك، شهدت مدينة أم الفحم وقفة مناصرة لأهالي النقب المحتل، على غرار التظاهرات والتحركات التي شهدتها أراضي الـ48 المحتلّة، أمس، بدعوة من الحَراكات الشبابية الوطنية والأحزاب السياسية في الداخل، احتجاجاً على ما يتعرّض له فلسطينيو النقب.



كما شهدت مدينة رفح جنوب قطاع غزة وقفة تضامنية مماثلة اليوم. وفي هذا السياق، قال الناطق باسم حركة «حماس»: تكشف هبة أهلنا في النقب المحتل أن الاحتلال الصهيوني بكل أدواته الاستعمارية عاجز تماماً عن حسم الصراع ضد شعبنا الفلسطيني»، مشيراً إلى أن «القضية الوطنية الفلسطينية تسجل تقدماً واضحاً في كل ساحة النضال ضد آلة الاستعمار الصهيوني».



ولم تقتصر الوقفات التضامنية مع النقب في مدن وقرى فلسطينية، إذ دعت مُنسقة «حركة نساء فلسطين – الكرامة» في إسبانيا، خالدية أبو بكرة، في مقابلة مع موقع «المسار البديل» كل المُنظّمات والقوى المشاركة في حركة المسار الثوري الفلسطيني وحركات المقاطعة والقوى المناصرة للحقوق الفلسطينية إلى التظاهر والاحتجاج أمام مقرات «الصندوق القومي اليهودي» حول العالم «ضد الجرائم الصهيونية التي تقوم بها قوات الاحتلال وتُهندسها وتُشارك فيها هذه المؤسَّسة الاستعمارية الاستيطانية بحجة تشجير وتطوير النقب».

قالت أبو بَكرة إن «الصندوق القومي اليهودي يُشكل الذراع الدولي للكيان الصهيوني الذي يقوم بتمويل معظم عمليات تهجير واقتلاع شعبنا في النقب والقدس المحتلة وغيرها من مناطق في عموم فلسطين المحتلة».

وأضافت أن لهذه المؤسسة «عشرات المواقع والمقار في المدن الأوروبية والأميركية والكندية ويجب الدعوة إلى محاسبتها على ما تقوم به من جرائم حرب وتطهير عرقي، وكشف دورها الإجرامي في عمليات التهجير المنهجي التي تستهدف أهلنا في النقب المحتل».

ويُشار إلى أن منطقة النقب تبلغ بشكل عام نحو 14 ألف كيلو متر مربع ويغلب عليها الطابع الصحراوي، وتقطنها تاريخياً، عشائر عربية ترتبط اجتماعياً بقبائل سيناء وشبه الجزيرة العربية، والأردن. وتقيم العشائر هذه في عشرات البلدات المحتلة، والتي لا يعترف بها الاحتلال، ما يحرم سكانها من الحصول على الماء والكهرباء والبنى التحتية والمدارس والعيادات الطبية.