ثمة قراءة أخرى تقول إن التحرك الإسرائيلي جاء بعد تحذيرات من تراجع فرص تحقيق الصفقة في ظل «المبادرة النادرة» التي قدمها قائد «حماس» في غزة، يحيى السنوار، من جراء جائحة كورونا، عندما عرض معلومات عن الجنود مقابل الإفراج عن الأطفال والمرضى والنساء. مع ذلك، تكشف مصادر فلسطينية أن الوسطاء أكدوا أن الموقف الإسرائيلي لا يزال منقسماً حول إتمام التبادل، إذ لا تحظى اللجنة الإسرائيلية المعنية بالدعم الكافي من قطبي الحكومة: بنيامين نتنياهو، وغانتس. يتوافق هذا مع تصريحات نقلتها صحيفة «يسرائيل هيوم»، المقرّبة من نتنياهو، عن مصادر عبرية قالت إن «حماس مهتمة بالاتفاق، وترغب في إبرام الصفقة، لكن السبب في عرقلة المباحثات يرجع إلى الجانب الإسرائيلي، لسببين: عدم اهتمام وإصغاء القيادة العليا التي من المفترض أن تقود عمليات صنع القرار في هذه القضية، وغياب قوة تأثير منسق الأسرى والمفقودين، يارون بلوم، في المسؤولين».
وفق صحيفة عبرية يبدي رؤساء اللجان نشاطاً أكثر من القيادة السياسية
طبقاً لتقرير «يسرائيل هيوم»، الرجل الذي يملأ الفراغ الذي خلّفه بلوم في مساعي صفقة الأسرى مسؤول كبير في جهاز «الشاباك» يدعى «المعقل»، وانتدب حالياً ليشغل منصباً رفيعاً في «هيئة الأمن القومي»، كما أنه يعدّ مقرّباً جداً من رئيس الحكومة، ورئيس «الأمن القومي»، مائير بن شبات. ويشغل «المعقل» رئاسة قسم الشرق الأوسط والعلاقات الخاصة، بما في ذلك العلاقات السرية بين إسرائيل والدول العربية، إذ يمتلك «تاريخاً كبيراً في الشاباك ولديه معرفة عميقة بالساحة الفلسطينية والمصرية، ويتحدث العربية بطلاقة»، وفق الصحيفة نفسها. كما أن هذا الرجل صار «العامل المركزي في التفاهمات الدائرة مع حماس، بما في ذلك إبرام صفقة تبادل جديدة... مفتاح إبرام الصفقة بيد هذا الشخص». لكن، تقول المصادر للصحيفة، إن مستوى استجابة متخذي القرار في إسرائيل «ضعيف جداً»، بل إن نتنياهو وغانتس مشغولان بـ«كورونا» والأزمة الاقتصادية، إضافة إلى خطة الضم.
وفق أرقام شبه رسمية، يقبع في سجون الاحتلال ما يقارب 4600 أسير وأسيرة يعيشون في أوضاع غير إنسانية مع إجراءات عقابية مستمرة، منها منع الزيارات والعزل الانفرادي وتواصل التفتيشات ومنع التعليم الجامعي والثانوية العامة ومنع إدخال الكتب وسوء الطعام كمّاً ونوعاً. وهناك 700 أسير يعانون من أمراض مختلفة تعود أسبابها إلى ظروف السجن وسوء التغذية، وهؤلاء جميعاً لا يتلقّون الرعاية اللازمة، منهم 10% مصابون بأمراض مزمنة.