الجليل المحتل | تعدّ وزارة الإسكان الإسرائيلية وجهات رسمية أخرى مخطط تهويد كُشف النقاب عنه أخيراً، ويهدف إلى تشجيع الاستيطان في الجولان السوري المحتل، ببناء 30 ألف وحدة في مستوطنة «كتسرين»، وإنشاء مستوطنتين جديدتين لاستيعاب 250 ألف يهودي بحلول عام 2048. مخطط التهويد يتضمن أيضاً استحداث وظائف للمستوطنين، وتطوير قطاعات عمل متقدمة وشبكات المواصلات العامة، بما في ذلك القطارات والحافلات، إضافة إلى «تشجيع السياحة»، بعد إخلاء 80 ألف دونم من حقول الألغام، وتجهيزها لمشاريع البناء السياحي والإسكاني.خطة التهويد لمرتفعات الجولان في طور التنفيذ منذ 1967، لكنها لم تكتمل بسبب رفض الأهالي الهوية الإسرائيليّة وتصديهم للتطبيع. وقد عمل الاحتلال منذ إقرار «قانون الجولان» في الكنيست (14/12/1981) على إخضاع أهله من أجل شرعنة المجالس المحلية التي أُنشئت بموجب القانون. لكن نسبة الذين صوتوا من مجمل أصحاب حق الاقتراع في الانتخابات الأخيرة في الهضبة لم تتعدّ 1%، ما سبّب إخفاق المخططات الاسرائيلية.
حسن زهر الدين، وهو مواطن من الجولان، يقول إنه «حتى اللحظة لا يوجد أي نشاط استيطاني جديد غير مستوطنة قديمة كانت تستوطنها عشرة عائلات... بعد إعلان (الرئيس الأميركي دونالد) ترامب قاموا بتوسيعها وإنشاء أبنية جديدة لتستوعب مئة عائلة، وأطلقوا عليها اسم ترامب تكريماً له». والجولان القابع تحت الاحتلال منذ 58 عاماً، لا يزال فيه عدد العرب أصحاب الأرض أكثر من المستوطنين، فيما تعبّر نسبة 95% تقريباً منهم عن انتمائهم إلى سوريا «شعباً وجيشاً وقيادة».
في السياق، يقول الشيخ قاسم الصفدي: «صحيح أن الاحتلال قادر على السيطرة على الأرض، لكنه لا يستطيع السيطرة على قلوب السوريين العرب، لأننا أبناء الشعب العربي السوري». وبالنسبة إلى الاعتراف الأميركي، يقول الصفدي: «لا ترامب ولا غيره قادرون على تغيير التاريخ. أهل الأرض هم صاحب القول والكلمة العليا، والأراضي السورية جميعها من شرقها إلى غربها رويت بدم أجدادنا أثناء الحكم العثماني الذي دام أكثر من 400 عام، وخلال الحكم الفرنسي الذي زال، والاحتلال الصهيوني زائل عاجلاً أو آجلا، سلماً أو حرباً».
آخر المخططات الإسرائيلية مشروعان: الأول التنقيب عن البترول وسط الجولان وجنوبه، ومنح ترخيص لشركات أميركية للتنقيب أيضاً عن الغاز الطبيعي هناك. والثاني إنشاء طواحين هوائية لإنتاج الطاقة الكهربائية، والذريعة أن هذه «المراوح ستشكل رافعة اقتصادية وستسدّ حاجة آلاف الأشخاص، ولا سيما المزارعين»، لكن واقع الأمر أن ارتفاع الطاحونة الواحدة هو ما بين 180 حتى 200 متر تقريباً، وعرضها بين 60 ـــ 70، ما يشكل ضرراً على المزارعين فضلاً عن الضجيج الذي يمكن أن تسببه، الأمر الذي دعا أكثر من 300 شيخ ومواطن للتوجه إلى «النيابة العامة» في القدس والتعبير عن رفضهم إنشاء هذه الطواحين. يقول الشيخ الصفدي: «هدفها دفعنا إلى ترك أرضنا والرحيل عنها، لأن هذه المراوح ستُنشأ في أراضٍ معظمها زراعية. أوضحنا للمحققين الإسرائيليين أننا مستعدون لدفع أرواحنا من أجل البقاء في أراضينا».