غزة | على رغم التهديدات الإسرائيلية ضد قطاع غزة في الأيام الماضية، بدا واضحاً، بعد استشهاد محمود الأدهم (28 عاماً)، وهو أحد عناصر «كتائب القسام»، الجناح العسكري لحركة «حماس»، جراء إطلاق جنود الاحتلال النار عليه، سعي العدو إلى احتواء الموقف أمس، تفادياً لأي تصعيد، وذلك بتأكيد المتحدث باسم جيشه أن الحادثة جاءت نتيجة «سوء فهم». تحقيقات «القسام»، وفق بيان لها، قالت إن قوات الاحتلال تعمّدت إطلاق النار تجاه أحد عناصرها «خلال تأديته واجبه في قوة حماة الثغور»، مشيرة إلى أنها لا تزال «تجري فحصاً وتقييماً لهذه الجريمة التي لن تمرّ مرور الكرام، وسيتحمل الاحتلال الإسرائيلي عواقب هذا العمل الإجرامي».التطوّر الميداني انعكس على الجانبين؛ إذ أخلت «حماس» نقاط الضبط الميداني ومقارّ حكومتها، فيما رفع العدو درجة جاهزيته، وسحب الفرق الهندسية العاملة على الحدود. ولفتت القناة «الـ11» العبرية إلى «وجود تخوف من شكل مسيرات العودة الجمعة (اليوم)، إذ من غير الواضح ما إذا كانت حماس ستقبل التوضيح الإسرائيلي أو لا، وما إذا كانت ستنشر قوات الضبط الميداني التابعة لها أو لا». جراء ذلك، حاول المتحدث باسم جيش العدو تبرير الجريمة بالقول إنه «خلال ساعات الصباح، رصدت قوة عسكرية عدداً من الفلسطينيين في منطقة السياج الأمني شمال قطاع غزة. ومن التحقيق الأولي، يتضح أن ناشطاً في قوة الضبط الميداني التابعة لحماس وصل إلى السياج في أعقاب تحرك فلسطينيين بمحاذاته، ولاحقاً اتضح أن القوة العسكرية التي وصلت إلى المكان شخّصت ناشط الضبط الميداني كمخرّب مسلح وأطلقت النار نتيجة سوء فهم، وسيُفتَح تحقيق في الحادثة».
المقاومة والعدو أعلنا «فتح تحقيق» في الحادثة


هذا التبرير عرّض جيش العدو لهجوم واسع من وسائل الإعلام الإسرائيلية، التي رأت في بيانه اعتذاراً عن قتل أحد أفراد «حماس». ووصف موقع «مفزاك لايف» العبري البيان بأنه «رد مُخجل وجبان من المتحدث باسم الجيش»، فيما ذكر الكاتب في صحيفة «يديعوت أحرونوت»، أليئور ليفي، أن «بيان الجيش صدر بعد طلب تقدّم به الوفد المصري والمبعوث الأممي نيكولاي ميلادينوف... لتوضيح ما حدث على حدود غزة من أجل تخفيف الغضب هناك». ووفق قناة «كان» العبرية، وصل وفد من المخابرات المصرية، يرأسه نائب رئيس المخابرات أيمن بديع، ويرافقه مسؤول الملف الفلسطيني أحمد عبد الخالق، إلى فلسطين المحتلة، لإجراء محادثات حول استمرار الهدوء، ومن المتوقع أن يدخل الوفد غزة في وقت لاحق.
إلى ذلك، واصل رئيس حكومة العدو، بنيامين نتنياهو، تهديداته للقطاع، مؤكداً خلال زيارته مدينة عسقلان المحتلة، حيث التقى رؤساء المجالس الإقليمية، أن «حكومته تستعد لعملية عسكرية واسعة ومهمة ومفاجئة ضد غزة بعيداً عن أي اعتبارات انتخابية»، مستدركاً: «رغم رغبة الحكومة في استمرار الهدوء مع غزة، فإنها لن تتوقف عن الاستعداد لشن عملية عسكرية».