ستّون مليون دولا على الأقل، بحسب الكشوفات الضريبية، وصلت إلى المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة. أما مصدر هذه التبرعات، فهي جمعيات إنجيلية أميركية تنشط منذ أكثر من عقد لتمويل الاستيطان ومشاريعه.في تقرير أعدّته صحيفة «هآرتس» العبرية، ونشرته اليوم، يتبيّن أن «11 منظمة إنجيلية أميركية قدّمت خلال العقد الأخير مبلغ 60 مليون دولار أميركي لمشاريع استيطانية في الضفة الغربية المحتلّة، كانت قد جمعتها على شكل تبرّعات من يهود ومسيحيين إنجيليين في أميركا». المبلغ المذكور مرشّح لأن يكون أكبر بكثير؛ إذ اعتمدت الصحيفة على مراجعة كشوفات ضريبية مقدّمة إلى سلطة الضرائب الأميركية، وتقارير إعلامية في شأن نشاطات جرت برعاية هذه المنظمات. في المقابل، توجد إمكانية كبيرة للتهرّب الضريبي، ما يعني، بالتالي، أن المبلغ قد يكون أكبر بكثير.
وفي التفاصيل، أن واحدة من بين هذه المنظمات تدعى «اليوبيل»، وقد أرسلت خلال السنوات العشر الماضية أكثر من 1700 متطوّع إلى مستوطنة «هار براخا»، حيث ينشط هؤلاء في منظمات غيبيّة تؤمن بما يسمّى «القلب التوراتي للبلاد».
واللافت أن «اليوبيل» نشطت بشكل سرّي خلال العقد الأخير، لكنّها بدأت، أخيراً، تستضيف صحافيين وناشطين في «جامعة» أقامتها في المستوطنة (هار برخا)؛ الأمر الذي يشير، بحسب الصحيفة، إلى تنامي العلاقات بين المستوطنين والإنجيليين، وكذلك بين إسرائيل وهذه الحركة.
وعلى هذه الخلفية، أعلنت وزارة الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلية، التي يتولّاها وزير الأمن الداخلي، جلعاد اردان، قبل عدة أشهر، أن «اليوبيل» ستتلقّى اعتباراً من العام الحالي مبلغ 16 ألف دولار سنوياً مرشحة للازدياد، وذلك تقديراً لجهودها ونشاطها الداعم لإسرائيل والمستوطنات في أوساط المجتمعات الإنجيلية في الولايات المتحدة.
ومع أنّ أمر التبرعات من الإنجيليين لم يعد سرياً، تشير الصحيفة إلى صعوبة معرفة حجم الدعم المالي الإنجيلي الحقيقي للمستوطنات. والسبب هو أنها مؤسسات لا تهدف إلى الربح، فضلاً عن كون الكنائس المسجلة في الولايات المتحدة، ليست مطالبةً بتزويد السلطات بتقارير مفصّلة عن مصادر تمويلها أو الكشف عن تبرّعاتها.