في مقابلة مع صحيفة «يديعوت أحرونوت»، قال وزير الأمن الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، إنّ «تل أبيب استنفدت كل إمكانات الرّد المتاحة»، مشيراً إلى أنّ «الوقت قد حان لإلحاق ضربة قاضية بحركة حماس». تصريحٌ يشكّل اعترافاً منه بأن جيش العدوّ عاجزٌ عن إيقاف مسيرات «العودة وفكّ الحصار» التي بدأت نهاية آذار/ مارس الماضي.إلّا أنّ ليبرمان الذي رأى أنّ «الوقت حان لاتّخاذ خطوات حادّة لا رجعة فيها ضدّ حماس»، اعترف أيضاً بأنّ شنّ الحرب من شأنه أن يشكل تهديداً آخر على الجيش؛ إذ قال إنه «قبل شنّ الحرب، علينا تجربة كل الطرق، لأنّه عندما يشارك جنودنا في الحرب، فنحن نعرف أن جزءاً منهم لن يعودوا إلى منازلهم».
وفق وزير الأمن الإسرائيلي، إنّ تل أبيب التي استنفدت كل السبل و«بذلت قُصاراها، تجد نفسها اليوم أمام خيارٍ لا مفرّ منه»، معترفاً بأن «حماس» جعلت من مسيرات «العودة وفك الحصار» الأسبوعية في غزّة، «سلاحاً استراتيجياً». وأضاف أن ما تقوم به الحركة إنّما هو نابع من «أملها في أن تهدّد قدرة تل أبيب على الصمود».
ورأى ليبرمان أنّ «حماس مصرّة على المضي في العنف حتى إزالة الحصار، من دون التوصل إلى تسوية لقضية الأسرى، ومن دون أن تتنازل عن بند إبادة إسرائيل في ميثاقها العام، ولا حتى أن تنزع سلاحها». وتابع قائلاً إن «استمرار هذه الحال أمر مستحيل... نحن نتعرّض لوضع يوجب علينا إلحاق ضربة قاضية بحماس، لكن على المجلس الوزاري المصغّر أن ينظر في هذه القضية ويتّخذ القرار».
أمّا بالنسبة إلى ما حصل يوم الجمعة الماضي خلال مسيرة العودة الأخيرة، فقال ليبرمان: «شهدنا هجوماً عنيفاً وخطراً حقيقياً، تضمّن وضع عبوات ناسفة، ومحاولات تسلّل إلى الأراضي» المحتلة، وقد انتهى ذلك باستشهاد سبعة فلسطينيين، اثنان منهم على الأقل، بحسب ليبرمان، «ناشطان بارزان في حماس... لقد واجهنا الأحداث كما ينبغي».
وتطرّق ليبرمان خلال المقابلة إلى قراره منع إدخال الوقود إلى غزة، قائلاً: «صدّقنا في ساعات الصباح على إدخال أربع حاويات وقود إلى قطاع غزة»، في المقابل «تعرّضنا في ساعات المساء لأربع حرائق، وإطلاق 14 بالوناً حارقاً... وتظاهرات شارك فيها 16 ألف فلسطيني في منطقة السياج الحدودي. لهذا، ما دام العنف والفوضى مستمرين، فلن نسمح بإدخال الوقود».
في سياق متصل، كرّر رئيس حكومة العدو، بنيامين نتنياهو، اليوم، تهديداته لقطاع غزة، قائلاً إن «تل أبيب قريبة جداً من تنفيذ نوع آخر من العمليات في القطاع، وتوجيه ضربة كبيرة جداً إلى حركة حماس».
كلام نتنياهو جاء خلال جلسة لوزراء حزب «الليكود» الذي يتزعمه، تطرّق خلالها إلى التصعيد مع قطاع غزة، قائلاً: «على ما يبدو، فإنّ حماس لم تفهم الرسالة، وإن لم توقف الحركة هجماتها على إسرائيل، فسيجري إيقافها بطريقة مختلفة، وسيكون ذلك مؤلماً للغاية».


31 مسكناً لمستوطنين في الخليل
أعطت الحكومة الإسرائيلية، اليوم، موافقتها على بناء 31 مسكناً لمستوطنين يهود في الخليل، هي الموافقة الأولى منذ عام 2002 في هذه المدينة الواقعة في الضفة الغربية المحتلّة، ويعيش فيها مئات المستوطنين وسط نحو مئتي ألف فلسطيني.
وكانت السلطات الإسرائيلية قد أعلنت، في تشرين الأول/أكتوبر الماضي، عزمها على اتخاذ هذا القرار، وكانت تنتظر موافقة الحكومة عليه، بحسب ما أعلنت المنظمة غير الحكومية الإسرائيلية المناهضة للاستيطان حركة «السلام الآن».
وقال وزير الأمن الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان، في بيان نشر في ختام الجلسة الأسبوعية للحكومة: «للمرة الأولى منذ أكثر من 20 عاماً، سيكون للخليل حي يهودي جديد في الموقع الحالي لمعسكر للجيش». وأوضح أن هذا الحي سيضم 31 مسكناً مع روضتين للأطفال. وأكد الوزير الإسرائيلي أنها «مرحلة مهمة» في قرارات الحكومة الإسرائيلية «لتعزيز المستوطنات في يهودا والسامرة».
وستبنى المساكن الجديدة في «شارع الشهداء»، الذي كان في السابق يعجّ بالحركة والمحلات التجارية ويوصل إلى الحرم الإبراهيمي، قبل أن يتحول إلى مساحة مقفرة بسبب التوتر الناتج من استيطان يهود في قلب المدينة الفلسطينية.
وكانت محطة الحافلات الرئيسية في الخليل تقع في هذا الشارع، قبل أن تضع السلطات الإسرائيلية اليد على هذه المنطقة وتُقيم قاعدة عسكرية فيها لحماية المستوطنين.