وهو يمكث حالياً في ما تسمى «عيادة» سجن الرملة، وزاره المحامي للمرة الأولى أمس، فحمّله رسالةٍ جاء فيها: «القمع في سجن الجلمة كان محاولة لكسري وبحمد الله باءت بالفشل، وهذا انتصار ثالث، حيث الانتصار الأول هو دخولي الإضراب بقوة الله، والانتصار الثاني على إدارة سجن رامون القمعية بخروجي من العزل»، علماً أن التأثيرات الطبية للإضرابين السابقين كان عدنان لا يزال يعاني جراءها.
وخضر من سكّان بلدة عرّابة جنوب غربي جنين، شمال الضفة، وهو من أبرز قادة حركة «الجهاد الإسلامي»، ويخوض إضرابه الفردي للمرة الثالثة، لكنه يُعد مفجّر معركة «الأمعاء الخاوية» الشهيرة، بعد أن سار على طريقته عددٌ من الأسرى والأسيرات وانتزعوا حريتهم في السنوات الأخيرة. وكان العدو قد اعتقله العام الماضي، تحديداً في الحادي عشر من كانون الأول/ ديسمبر. وعلى رغم توجيه محكمة العدو لائحة اتهام ضده بتهم «التحريض»، فإن غياب ضماناتٍ تمنع تحويله إلى الاعتقال الإداري مجدداً بعد انتهاء حكمه دفعه إلى الإضراب.
يخوض عمران الخطيب (60 سنة) إضرابه عن الطعام منذ 67 يوماً
بالتوازي، يخوض عمران الخطيب (60 سنة)، وهو من سكان جباليا، شمال قطاع غزة، إضرابه عن الطعام منذ 67 يوماً، مطالباً بالإفراج المبكّر عنه بعد قضائه 21 عاماً في سجون العدو، من أصل محكوميته البالغة 45 سنة. ويعاني الخطيب قبل الإضراب مشكلات صحية عدة تفاقمت مع الإضراب منها: ارتفاع ضغط الدم، ومشكلات في الغضروف، وارتفاع في الكوليسترول، بجانب تخثر في الدم والتهابات مزمنة في المعدة.
على صعيد متصل، تواصل الأسيرات الفلسطينيات في سجن «الشارون» خوض إضرابٍ من نوعٍ آخر منذ أكثر من 35 يوماً، إذ يمتنعن عن الخروج إلى ساحة السجن الخارجية احتجاجاً على تركيب «مصلحة سجون العدو» كاميرات مراقبة فيها، ما يؤثّر في خصوصيتهن حتى مع وجودهن داخل السجن. في المقابل، حاولت إدارة السجن طرح حل بديل يتمثل في تشغيل الكاميرات في أوقاتٍ محددة ووقف عملها بقية الأوقات، لكن الأسيرات رفضن ذلك.
ويشير أسرى محررون إلى أن وقف الأسيرات الخروج إلى ساحة السجن تراه الإدارة «خطوة كبيرة وعدم التزامٍ بالنظام، وهو تمردٌ أشبه بالإضراب عن الطعام». ويبلغ عدد الأسيرات في «الشارون» 30، يهدد العدو بين وقتٍ وآخر بنقلهن إلى سجون أخرى كنوعٍ من الضغط عليهن لإجبارهن على الخروج إلى الساحة، ولإنهاء المسألة بتركيب كاميرات المراقبة.
تقول حنين دويات، شقيقة الأسيرة شروق، إن وضع الأسيرات «سيئ، وهن محروماتٌ أشياء كثيرة... وجوه الأسيرات لم تنجح في إخفاء الإرهاق الشديد وتدهور أوضاعهن، إذ لم يشاهدن الشمس منذ ما يزيد على شهرٍ، ويمكثن داخل غرف الأقسام»، مضيفة: «تتعمد إدارة السجن قطع التيار الكهربائي عن الغرف خصوصاً في الليل، إضافة إلى مصادرة أبسط مقومات الحياة كالحليب مثلاً». كذلك، تفيد دويات بأن العدو منع زيارة الأسيرات من عائلاتهن منذ 34 يوماً، ولما سمح بذلك للمرة الأولى أول من أمس، أصيبت والدة الأسيرة أماني حشيم بوعكة مفاجئة عند زيارتها ابنتها، لكن إدارة السجن امتنعت عن إسعافها لنحو ساعة إلا ثلث، قبل أن يتقرر نقلها إلى المستشفى.