فجر اليوم، خاطب غرينبلات أبو مازن، مُحذراً من إمكانية رفض قد تبديه السلطة الفلسطينية للجهود المصرية الساعية للتوصل إلى اتفاق تهدئة بين تل أبيب وحركة «حماس»، وعودة السلطة إلى قطاع غزة (وهو ما يرفضه الرئيس عباس حتى الآن). وقد شدّد المبعوث الأميركي الخاص من أن رفض السلطة الفلسطينية لتسلّم إدارة غزّة قد يؤدي إلى أن يكون هناك «من يملأ الفراغ».يأتي بيان غريبنبلات، المنشور على صفحته في موقع «توتير»، بعد ساعات من إعلان الرئاسة الفلسطينية أن اتصالاً هاتفياً جرى بين عباس والرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، بحثا فيه الوساطة المصرية وإمكانات التوصل إلى مصالحة وطنية بين «حماس» و«فتح»، وتهدئة بين إسرائيل والقطاع. كذلك، يتقاطع مضمون البيان مع كلام السفير الأميركي لدى تل أبيب، دافيد فريدمان؛ والذي قال أول من أمس، أمام أعضاء من الكونغرس اليهودي الأميركي، إن أي إعادة لترتيب الأوضاع في غزّة من دون السلطة الفلسطينية يعتبر «جائزة كبيرة لحماس»، منوّهاً إلى أنه «رغم مساوئ السلطة الفلسطينية كافة، إذا ما خُيّرنا بين حماس والسلطة، فسنختار الأخيرة».


الحيّة: رد فتح أسوأ من الردود السابقة
في سياق متصل، اعتبر عضو المكتب السياسي لـ«حماس» خليل الحيّة أن الحكومة الفلسطينية، برئاسة رامي الحمد الله، «لم تعد حكومة توافق وطني»، وأن «كل التعديلات التي أُجريت عليها تمّت بدون التشاور مع بقية الفصائل الفلسطينية».
الحيّة دعا، عبر قناة «الأقصى» التابعة لـ«حماس»، إلى «تشكيل مجلس وطني توحيدي بمشاركة الفصائل والأطياف الفلسطينية كافة، ومن ثم الذهاب إلى انتخابات عامة تراقبها الأمم المتحدة». وخاطب حركة «فتح» بالقول: «أتحدى الأخيرة أن توافق على انتخابات رئاسية وتشريعية ومجلس وطني بعد 6 أشهر». وأوضح أن «المصالحة هي خيار حماس الاستراتيجي»، منوهاً إلى أن «الحركة لن تتخلى عنها رغم ما واجهته من طعنات وعقوبات»، لافتاً إلى أن «المصالحة الفلسطينية تراوح مكانها بسبب تعنت عباس».
وتعليقاً على رد «فتح» على ورقة المصالحة المصريّة، اعتبر الحيّة أن «ردها هذا هو أسوأ من الردود السابقة»، موضحاً أن حركته لن ترضى بالبقاء في هذا «السجال المميت». أمّا بالنسبة إلى الحصار الذي تفرضه إسرائيل على القطاع منذ ما يزيد عن عشر سنوات، فضلاً عن العقوبات الإنسانية والاقتصادية التي تفرضها السلطة، أكّد الحيّة أن «حماس تتطلع لإنهاء الحصار عن غزة سواء بالقوة أو بالتفاهم»، مشدداً على أنه «من الركائز الأساسية لرفع الحصار عن غزة وجود ميناء بحري، وإعادة بناء مطار غزة الدولي الذي دمر من قبل الاحتلال الإسرائيلي».
وبالنسبة إلى التهدئة مع إسرائيل، قال الحيّة إن الحركة تقبل وقف إطلاق البالونات الحارقة وقص السلك الفاصل بين غزة وبقية الأرض المحتلة، مقابل رفع الحصار.