شهد مخيم النصيرات، وسط قطاع غزة، اليوم، اشتباكا مسلّحاً بين عناصر من وزارة الداخلية والمشتبه به الرئيسي في تفجير موكب رئيس الحكومة الفلسطينية رامي الحمدالله، أنس عبد المالك أبو خوصة (26 عاماً). وأعلنت وزارة الداخلية في غزة، مقتل أبو خوصة ومساعده عبد الهادي الأشهب، الذي توفي في المستشفى متأثراً بجراحه، فيما اعتُقل مساعد آخر نُقل إلى المستشفى للعلاج.أدت الاشتباكات إلى استشهاد «ضابطين من عناصر الأمن في الوزارة، هما زياد أحمد الحواجري، وهو برتبة رائد، وحماد أحمد أبو سويرح، وهو برتبة ملازم أول». وقالت «الداخلية» إنه وفقاً لـ«التحقيقات المكثّفة والمتواصلة تمكنت الأجهزة الأمنية، أمس الأربعاء، من تحديد هوية المتهم الرئيس في تنفيذ عملية التفجير، وهو أنس أبو خوصة»، مشيرة إلى أنها بعدما حاصرت المنزل الذي كان يتحصّن فيه مع مساعديه، «طالبتهم بتسليم أنفسهم إلا أنهم بادروا، على الفور، بإطلاق النار باتجاه القوة الأمنية، ما أدى إلى استشهاد اثنين من رجال الأمن». وكانت الوزارة قد أعلنت، أمس، اسم المشتبه فيه، وصرفت مكافأة قدرها ٥ آلاف دولار لمن يدلي بأي معلومات تفيد بإلقاء القبض عليه.

فتح: الأخبار الواردة من غزة عن ملاحقة مطلوبين هي إشاعات

بدوره، علّق القيادي في «حماس» إسماعيل رضوان، بالقول إن مقتل أبو خوصة «سيكشف كل الخيوط، التي تآمرت على أبناء شعبنا الفلسطيني، وسيكون الرد الواضح على كل الذين اتهموا قطاع غزة وحماس وأرادوا التهرّب من استحقاقات المصالحة الفلسطينية».
من جهتها، نعت «كتائب الشهيد عزالدين القسام» (الذراع العسكرية لحركة حماس) المجاهدَين زياد الحواجري وحماد أبو سويرح، مُعلنة أنهما «ارتقيا أثناء تأديتهما واجبهما الوطني في إطار عملهما في الأجهزة الأمنية الفلسطينية». وبحسب معلومات «الأخبار»، فإن الشهيد الحواجري ضابط في أمن المقاومة، وتحديداً في وحدة القبض على العملاء.

عملية إلقاء القبض على المتهم الرئيسي بتفجير موكب رئيس الحكومة رامي الحمدالله لم تعجب قيادات «فتح»، خصوصاً بعد تحميل رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس «حماس» مسؤولية التفجير، وفرض عقوبات جديدة على القطاع. لذا، رأى القيادي في «فتح» يحيى رباح، أن «الأخبار الواردة من غزة عن ملاحقة مطلوبين، هي إشاعات حتى لا تقوم حماس بما هو مطلوب منها». أما رئيس المكتب الإعلامي لمفوضية التعبئة والتنظيم في «فتح»، منير الجاغوب، فقد رأى أن «عملية اعتقال أنس أبو خوصة غير قانونية، وكل ما تقوم به حركة حماس هو خارج عن الشرعية».