وتواصل وزارة الداخلية في غزة تحقيقاتها، في وقت قدم فيه المدير العام لقوى الأمن في القطاع، اللواء توفيق أبو نعيم، تقريراً مفصلاً عن مجريات التحقيق والاستنتاجات الأولية حول عملية التفجير إلى رامي الحمدالله نفسه، بصفته وزير الداخلية في حكومة «الوفاق الوطني». ونقلت مصادر أن فحوى التقرير شمل تأكيداً أن لدى الأجهزة الأمنية «معلومات وأسماء لأشخاص مرتبطين بحادثة التفجير، لكن عملية التحقيق متواصلة وسيكون نشر التفاصيل الكاملة بعد انتهاء التحقيق».
واطلعت «الأخبار» على جزء من التقرير الذي يشير إلى أن المنفذين زرعوا عبوتين ناسفتين تزن الواحدة منهما 15 كلغم على جانب الطريق الذي يمرّ منه الموكب، وبينما انفجرت إحداهما في مؤخرة الموكب، لم تنفجر الأخرى التي كانت مزروعة على بعد 37 متراً نتيجة خلل فني. وكانت الاثنتان معدتين للتفجير عن بعد باستخدام هاتف خلوي، وهو ما يشير إلى أن الحدث ليس فردياً وتقف خلفه خلية مدربة على مثل هذه المهمات. بجانب التقرير، قالت مصادر أمنية إن هناك «خللاً في تأمين موكب الحمدالله الذي كان يأتي كل مرة ومعه سيارة تحتوي على تقنيات تقطع الاتصالات في منطقة سير الموكب كجزء من التأمين ضد العبوات التي تُفجّر عن بعد، لكن هذه السيارة إما أصابها خلل أو هناك من أطفأ هذه الأجهزة عن عمد».
العالول: استهداف الموكب محاولة لتصفية القضية الفلسطينية
في غضون ذلك، تستمر الحملة الإعلامية على «حماس» في تحميلها المسؤولية، إذ قال وكيل الداخلية في رام الله، اللواء محمد منصور، أمس، إن «الأجهزة الأمنية (في غزة) مسؤولة عمّا حدث مع موكب رئيس الوزراء» عندما أشار إلى أنه تواصل مع اللواء أبو نعيم قبيل توجه الحمدالله إلى القطاع لتأكيد الإجراءات الأمنية، مضيفاً أن الأخير أبلغه أنه ضاعف عديد قوى الأمن بثلاث مرات ومشّط مسار عبور الوفد عدة مرات، ومشدداً له على أن «الوضع آمن» وأنه يتحمل المسؤولية الكاملة. وأشار منصور إلى أن التفجير «وقع داخل مربع أمني وسط انتشار لقوات الأمن»، مؤكداً أنه «بغضّ النظر عن الجهة التي تقف وراء هذا العمل، فإن من يتحمل المسؤولية المباشرة هي قوى الأمن في غزة التي تخضع لسيطرة حماس».
وعلمت «الأخبار» أن الأجهزة الأمنية في القطاع توصلت إلى «مشتبه فيه رئيسي»، نقلت أنه موظف في حكومة رام الله، وهو من «مرتبات الأجهزة الأمنية السابقة، وقد فُتش منزله وعدد من الأماكن التي يتردد عليها للبحث عن أدلة، لكن عند اكتمال التحقيق سيكشف عن بقية التفاصيل».
ووفق عدد صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية الصادر أمس، نُقل عن مصدر فلسطيني أن «تفجير العبوة... حصل عن بعد باستخدام مكالمة هاتفية عبر شبكات (شركتي) جوال أو وطنية، لكن خللاً فنياً منع انفجار عبوة ثانية في المكان». وأضاف المصدر أن «حماس أصبحت قريبة جداً من إنهاء التحقيق واعتقال مرتكبي العملية».
إلى ذلك، قال نائب رئيس حركة «فتح»، محمود العالول، إن استهداف موكب رئيس الوزراء «حادث إجرامي يأتي في سياق المحاولات المستمرة لتصفية القضية الفلسطينية»، مضيفاً في حديث لإذاعة «صوت فلسطين» الرسمية أمس، أنه «في الوقت الذي تسعى فيه القيادة وتعمل جاهدة عبر حكومة الوفاق لإنجاز المصالحة وإعادة غزة إلى حضن الشرعية، فإن هناك قوى لا تريد ذلك». وتابع العالول: «ما يحدث يأتي لوضع عقبة أمام المصالحة وكذلك أمام عقد المجلس الوطني... كل هذه المخططات فشلت وسنواصل المساعي الهادفة إلى تحقيق الوحدة».