منذ إعلان الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، في كانون الأول الماضي، اعتراف بلاده بالقدس المحتلة «عاصمة لإسرائيل»، بدأ الفلسطينيون في أكثر من منطقة بتنظيم تظاهرات أسبوعية للاحتجاج على القرار. وفي غزة تحديداً، دأب الفلسطينيون على الخروج في تظاهرات بالقرب من السياج الشائك مع باقي الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948، تحديداً كل يوم جمعة بعد الصلاة. وخلال هذه التظاهرات، استخدم جنود الاحتلال الإسرائيلي عدداً من الأسلحة التي عهدها الفلسطينيون، من بينها الرشاشات من نوع «M-16» التي تطلق الرصاص الحي، وأخرى الرصاص المعدني المغلّف بالمطاط، وكذلك الغاز المسيّل للدموع. لكن جديد الاحتلال في هذا الشأن، هو استخدامه يوم الجمعة الماضي، لأول مرّةٍ طائرات مسيّرة (غير مأهولة)، رشّت المتظاهرين الفلسطينيين في القطاع، من الجو، بغازات سامة تسبّبت بحالات وضعت مستشفيات القطاع أمام واقع جديد وغير مألوف.
ووفق ما كشفته صحيفة «هآرتس»، فإن جيش الاحتلال الإسرائيلي استخدم، يوم الجمعة الماضي، طائرات مسيّرة باستطاعة الواحدة منها تفرقة مئتي متظاهر. وقد رشت الطائرات المتظاهرين في الشجاعية شرق القطاع، بالغاز السّام، في إطار أحدث تجارب للأسلحة الإسرائيلية على أجساد الفلسطينيين. ووفق بيان لوزارة الصحة في غزة، فقد أصيب يوم الجمعة الماضي عشرة فلسطينيين بجروح، جراء الرصاص الحي والمطاطي، إضافة إلى العشرات بحالات اختناق.
في هذا الصدد، تحدث المتحدث باسم وزارة الصحة الفلسطينية، أشرف القدرة، عن أن الغاز الجديد الذي استخدمه الاحتلال خلال تفرقة التظاهرات شرق القطاع، هو من «نوعيات جديدة، تتسبب بالإجهاد والتشنجات والتقيؤ والسعال وتسارع في نبضات القلب». وبحسب القدرة، «تطلبت العديد من الحالات نقلها للمشافي لتلقي العلاج، وليس فقط العلاج الميداني كما هو معهود».
وبالعودة إلى ما كشفته الصحيفة العبرية، فإن جنود الاحتلال اختبروا تقنية الطائرات المسيرة والمعروفة باسم «الدرون»، للمرة الأولى نهاية الأسبوع الماضي، كوسيلة من أجل تفريق المتظاهرين الفلسطينيين في قطاع غزة. وأضافت أن «هذه هي التجربة الأولى للطائرة لتفريق المتظاهرين، ما يشير إلى أنه تم استخدامها لإلقاء قنابل الغاز».
ضابط إسرائيلي رفيع المستوى علّق على الكشف، قائلاً إن «استخدام الطائرة كان بهدف ردع المتظاهرين، وأن مثل هذا الأسلوب يُمكّن الجيش من تفريق تظاهرات كبيرة».
باستطاعة طائرة درون الإسرائيلية المسيّرة تفرقة مئتي متظاهر



لأي غرض تستخدم إسرائيل طائرات مسيّرة؟

تنتج شركات الأسلحة الإسرائيلية أنواعاً مختلفة من طائرات الاستطلاع المسيّرة عن بعد، من أجل القيام بمهام مختلفة أهمها:
المراقبة والتصوير
التجسس والتنصت
الغارات التحذيرية والاغتيالات
رصّد الأهداف
قمع المتظاهرين

لماذا يُستخدم الفلسطينيون في التجارب؟
بعد استخدام أجساد الفلسطينيين في تجارب الأسلحة الإسرائيلية، تُطلع الشركات زبائنها في الخارج من دول وميليشيات على مواصفات المنتجات الجديدة، من أجل بيعها في المعارض وصفقات السلاح. ضمن هذا السياق، يُذكر أن إسرائيل تقيم معرضاً في شهر حزيران من كل عام يدعى «معرض ISDEF»، ويستخدم من أجل عرض الأسلحة والتكنولوجيا العسكرية المتقدمة، حيث تشارك فيه أكثر من مئة دولة، من بينها دول يُحظر بيعها أسلحة بالقانون الدولي.
وبحسب آخر تقرير لوزراة الأمن الإسرائيلية عن حجم صادرات السلاح، فإن «القيمة الإجمالية لصفقات الأسلحة التي أبرمتها إسرائيل مع جهات أجنبية، منذ عام ونصف العام، بلغت 6.5 مليار دولار. كذلك، سُجل ارتفاع بنسبة 70 في المئة في الصادرات العسكرية المتوجهة إلى البلدان الأفريقية».