محمد بدير
يشهد الوسط التكنولوجي في إسرائيل نقاشاً حول إمكان التصدي للصواريخ القصيرة والمتوسطة المدى، من الناحية التقنية والفنية، في ضوء فشل الجيش الإسرائيلي في منع استمرار سقوط صواريخ حزب الله على شمال فلسطين المحتلة. ويرى وزير الدفاع عمير بيرتس أن قضية الصواريخ ذات أهمية استراتيجية تستوجب إيجاد حل ناجع لها في أسرع وقت ممكن. ويفيد تقدير كبار المسؤولين في المؤسسة الأمنية أن إحدى العبر الفورية للحرب ستكون تسريع المشاريع للدفاع عن العمق الإسرائيلي في وجه الصواريخ. ويدور نقاش في إسرائيل بين عدد من الخبراء في مجال صناعة الصواريخ وتكنولوجيتها بشأن إيجاد حل ناجع لمشكلة الصواريخ القصيرة والمتوسطة المدى. ويعتقد البعض باستحالة هذا الأمر، في مقابل آخرين يعتقدون بعكس ذلك.ونظراً لأهمية الموضوع، حاول محلل الشؤون الأمنية في «هآرتس»، يوسي ميلمان، تسليط الضوء على هذه القضية، من خلال أخذ آراء عدد من الخبراء. ويرى يفتاح شبير، الباحث في مركز الدراسات الاستراتيجية بجامعة تل ابيب، أن «كل فكرة تطوير وسائل لاعتراض الكاتيوشا أو القسام هي فكرة لا طائل منها. فالكاتيوشا هي عبارة عن قذيفة في الواقع. وما من أحد يتحدث عن ضرورة تطوير وسائل لاعتراض القذائف. ففي التكنولوجيا القائمة، يصعب التصدي لعشرات آلاف الكاتيوشا أو القسام أو القذائف. لا يوجد نهاية لهذا الأمر، وهو غير مجد من الناحية الاقتصاديةفي المقابل، يعتقد الدكتور عودد عميحي، عالم سابق في شركة «رفائيل» للصناعات العسكرية، أن «الليزر قادر على اعتراض قذائف المدفعية، وصواريخ مثل القسام، والكاتيوشا وصواريخ قصيرة ومتوسطة المدى». ويقول عميحي، الذي يعد نفسه "أبا الليزر الإسرائيلي»، أن «سلاح الليزر يؤمن حماية تامة في وجه الهجوم الصاروخي ويجعله عديم الجدوى».
بيد أن كثيراً من المسؤولين في المؤسسة الأمنية ينتقدون موقف عميحي الحاسم، ويشكون في كلامه بسبب علاقته مع شركة أميركية تحاول بيع إسرائيل منظومة «سكاي غارد» التي تستند إلى جهاز «الناوتيلوس».
وخلافاً لعميحي، يعتقد معظم الخبراء أنه حتى لو كان جهاز الـ «ناوتيلوس» عملياً، فإنه لا يستطيع منع الإطلاق المتواصل للكاتيوشا إلى عمق 40 كيلومتراً داخل إسرائيل.
وقال مصدر رفيع المستوى في وزارة الدفاع الإسرائيلية إنه «حتى لو كنا نملك الناوتيلوس خلال حرب لبنان، فإن السكان كانوا سيلازمون الملاجئ، ». وبحسب ميلمان، فإنه من الواضح الآن، حتى لكبار موظفي وزارة الدفاع، أن الضغط الجماهيري والسياسي على خلفية موقف وزير الدفاع سيؤدي إلى تسريع الخطى بهدف تطوير منظومة في أسرع وقت ممكن، وإدخالها مجال العمل الفعلي.
ويضيف ميلمان أن هذا الأمر لن يحصل بسبب اقتناع المؤسسة الأمنية فجأة بالسحر التكنولوجي للحلول المقترحة، بل بسبب الأبعاد السياسية والأضرار النفسية التي ألحقها إطلاق الصواريخ بالداخل الإسرائيلي.