علي حيدر
حرصت صحيفة «هآرتس»، في افتتاحيتها أمس، على تحذير أصحاب القرار الاسرائيلي من عدم الاستجابة لدعوة الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان الذي طالب بتقديم معلومات عن الاماكن التي استهدفها الجيش الاسرائيلي بالقنابل العنقودية، وذلك للحيلولة دون الانتقادات الموجهة دولياً لاسرائيل، مشددة على ان قرار اطلاق القنابل العنقودية جاء بعد فشل المواجهة العسكرية مع حزب الله.
واعترفت الصحيفة، استناداً الى شهادات جنود وقادة شاركوا في الحرب على لبنان، بأن «قرار إغراق المنطقة بالقنابل العنقودية قد اتخذ بعدما اتضح للجيش انه ليس في حوزته حل عسكري لمواجهة استمرار اطلاق الصواريخ»، مضيفة ان «القرار كان يتعلق بعملية اطلاق (القنابل العنقودية) من دون تحديد هدف، بل ان الهدف اقتصر على ان تنتشر هذه القنابل وتتوزع على أوسع بقعة، والأمل أن تصيب منصات اطلاق الصواريخ وعدداً من مقاتلي حزب الله».
ونقلت عن جندي من سلاح المدفعية أطلق قنابل عنقودية بواسطة مدافع من عيار 155 مليمتراً أنه «تلقى أمراً بغسل المنطقة بالقنابل العنقودية، من دون تحديد أو وجود أهداف»، بينما قال قائد إحدى وحدات الصواريخ من نوع (إم 26) «ان الاوامر طالبت بإغراق المنطقة بهذه القنابل».
وذكّرت الصحيفة بالتقرير المنشور في صحيفة معاريف بتاريخ 12/9/2006، الذي كشف أن «أكثر من مليون ومئتي ألف قنبلة عنقودية أطلقت على جنوب لبنان، وان كل صاروخ أطلق كان محملاً بـ642 قنبلة عنقودية صغيرة، يمكنها ان تغطي مساحة توازي مساحة ملعب كرة قدم».
وقال بعض الجنود، ممن استصرحتهم الصحيفة، انهم «فهموا من خلال التدريبات التي تلقوها انه يجري استخدام سلاح كهذا في الحروب المخاضة ضد الجيوش النظامية، وتستهدف به قوافل الامداد أو بطاريات الصواريخ، ولا يتعلق الأمر بمناطق مدنية».
وطالبت الصحيفة بأن «تقوم لجنة التحقيق التي ستحقق في الحرب بالاستيضاح إن كان أحد ما قد قدم رأياً يتعلق بما سيحدث للقنابل التي لم تنفجر خلال الحرب، والتي ستتحول الى ما يشبه الألغام الأرضية الموزعة في الجنوب اللبناني».