strong>بيرتس مع الحفاظ على «الهدوء» في الجولان و«بحث الخيارات» مع سورياعلي حيدر

أعلن رئيس الحكومة الإسرائيلية إيهود أولمرت أمس، رفضه التنحي عن منصبه، مشيراً إلى أنه سيبقى فيه لأكثر من أربع سنوات، رغم الدعوات المتزايدة إلى إقالته، ورأى أن الحرب على لبنان كانت «نتيجة قرار استراتيجي لتغيير المعادلة"، فيما شدد وزير الدفاع عمير بيرتس على ضرورة بقاء جبهة الجولان «هادئة»، داعياً إلى «بحث خيارات» التفاوض مع سوريا.
وقال بيرتس، خلال جولة في هضبة الجولان السوري المحتل، إن "كل حرب تنتج ظروفاً جديدة للمحادثات"، مشدداً على أنه "ينبغي النظر الى الأفق السياسي لكل الأطراف في الشرق الأوسط". وهدد بيرتس بأن "كل عملية ستحدث، سواء في القطاع اللبناني أم في القطاعات الأخرى، لن يجري غض النظر عنها، كما كان ذلك مقبولاً في السنوات الماضية. وسنكون مستعدين كما ينبغي".
أما بخصوص السؤال الذي يوجهه جنود الجيش الإسرائيلي حول توقف الحرب من دون عودة الجنديين الأسيرين لدى حزب الله، قال بيرتس "المهمة ستُستكمل بأدوات سياسية".
وأوضح بيرتس، الذي رافقه في جولته نائب رئيس الأركان موشيه كابلينسكي وقائد الفرقة العميد إيلي ريتر، أن هذه الجولة روتينية وهامة للتأكيد على أن ليس لدى إسرائيل أي مبادرات هجومية تجاه سوريا، مشدداً على أهمية "استمرار الهدوء في منطقة هضبة الجولان، لكن الى جانب ذلك سيكون الجيش مستعداً وجاهزاً للدفاع عن حدود دولة إسرائيل وعن مواطنيها".
ونقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت» عن بيريتس قوله إن «حكومة لا أفق سياسي لها هي حكومة لا مستقبل لها». أضاف إن «إسرائيل لا يمكن أن تبقى من دون خيار سياسي بمجرد أنّ رئيس الوزراء تخلى عن خطة الانكفاء. لا بد من العودة الى طاولة المفاوضات مع الفلسطينيين وبحث الخيارات مع السوريين».
وقال بيرتس «لا شك في أننا أردنا تفكيك حزب الله بالكامل، ولكن ليس هناك قوة في العالم يمكنها تفكيك تنظيم كهذا بشكل أساسي، ولكن يمكن جعله غير شرعي في المنطقة التي انطلق منها». ورأى بيرتس ان اللبنانيين ينظرون الى حزب الله على أنه تسبّب بـ«ضرب البنى التحتية وحياة السكان في الجنوب». وأضاف انه «لم يكن حزب الله يحسب أنه ذات يوم سيحتاج إلى إخلاء مواقعه ويُستبدل بالجيش اللبناني، فللمرة الأولى بعد 30 سنة، ينتشر الجيش اللبناني في الجنوب بمحاذاة الحدود الدولية».
أما أولمرت، فقال من جهته، خلال اجتماعه ببعثة من اللجنة اليهودية الأميركية في القدس المحتلة، إن "الحرب على لبنان جعلت العالم الحر يتنبه ويدرك الخطر الإيراني. استعد لبنان سوريا وإيران طوال سنوات للحرب ضد إسرائيل، في الوقت الملائم لإيران، ولكنهم لم يتوقعوا الهجمة الإسرائيلية في أعقاب اختطاف جنديين"، مشيراً إلى أن «الخروج للحرب جاء بقرار استراتيجي من أجل تغيير معادلة ـــ أن إسرائيل تتجاهل استفزازات حزب الله".
أضاف أولمرت إنه يأمل أن تقوم الولايات المتحدة وباقي الدول بالخطوات اللازمة من أجل "وقف إيران النووية التي تشكل خطراً على استقرار العالم".
في وقت لاحق، استعرض أولمرت، أمام رؤساء السلطات المحلية التابعين لحزب كديما في منزله، ما عدّها إنجازات الحرب على لبنان قائلاً "الآن بات واضحاً لكل تنظيم أنه أمام دولة خرجت إلى الحرب من أجل جنديين". وتحدث عن الموقف من الحوار مع الفلسطينيين قائلاً "ليس لدينا خيارات أخرى، يجب علينا التحاور مع الفلسطينيين، مع جيراننا".
ورد أولمرت على المشككين بقدرته على الاستمرار في الحكم حتى نهاية عهده "سأبقى رئيس وزراء أربع سنوات وأكثر، لا يمكن تغيير حكومة كل يوم اثنين وخميس".
ونقلت مصادر مقربة من أولمرت أن رئيس الحكومة قرر تأجيل جلسة مجلس الوزراء المزمع عقدها اليوم للتصويت على اقتراحه بتأليف لجنتي تحقيق حكوميتين، الأولى لفحص أداء المستوى السياسي والأخرى لفحص أداء المستوى العسكري خلال العدوان على لبنان. ويعكس هذا القرار أزمة حقيقية إزاء المعارضة الشديدة التي قوبل بها اقتراحه، رغم أن المقربين منه أوضحوا أن التأجيل يعود إلى "عدم حل بعض الجوانب القضائية" وليس إلى خشيته من ألا يحظى الاقتراح بثقة الحكومة.
في هذا السياق، انضمت لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست الى المطالبين بتبني لجنة تحقيق رسمية، رغم نجاح رئيسها تساحي هنغبي بإحباط مثل هذا القرار في السابق. وأيدت اللجنة، بموافقة ثمانية من أعضائها يمثلون أحزاب المعارضة وعدد من أعضاء حزب العمل ومعارضة ثلاثة من كديما وشاس، تأليف لجنة تحقيق رسمية.