محمد بدير
تتضمن دولة فلسطينية بحدود مؤقتة وتطالب بمظلة نووية تقي إسرائيل من إيران

ينوي رئيس الحكومة الاسرائيلية إيهود أولمرت إطلاع الرئيس الاميركي جورج بوش، خلال لقائهما الاثنين المقبل في واشنطن، على مبادرة سياسية «جديدة» سيطلقها قريباً لتحريك المفاوضات مع الفلسطينيين، تتضمن امكانية الوصول الى إقامة دولة فلسطينية في حدود مؤقتة خلال أشهر معدودة، فيما أشارت وزيرة الخارجية الاسرائيلية تسيبي ليفني، التي ترافق أولمرت في زيارته، إلى وجود «رزمة سياسية» جديدة من شأنها دفع عملية السلام قدماً مع الفلسطينيين.
وقال مصدر سياسي إسرائيلي طلب عدم ذكر اسمه، لوكالة «يونايتد برس إنترناشيونال»، أمس، ان «الأفكار التي يحملها أولمرت وليفني ليست جديدة، لكنها تهدف إلى تحريك الجمود السياسي وتتعلق بإطلاق أسرى فلسطينيين، وهي قضية مهمة بالنسبة إلى الفلسطينيين».
وأضاف المصدر نفسه أن أولمرت وليفني يحملان اقتراحاً «بتقليص عدد الحواجز العسكرية في الضفة وفتح معابر حدودية وربما سيُحرّر جزء من أموال الضرائب»، التي تجبيها إسرائيل لمصلحة الفلسطينيين وتحتجزها منذ تأليف حركة «حماس» للحكومة الفلسطينية نحو قبل ثمانية أشهر.
وأشارت أنباء صحيفة اسرائيلية أمس إلى ان «أولمرت سيوضح للرئيس الأميركي ان اسرائيل على استعداد لمواصلة إخلاء المستوطنات من المراكز السكنية الفلسطينية والتفاوض على بقاء الكتل الاستيطانية بيد اسرائيل، على رغم ان خطة التجميع (من الضفة الغربية) جرى شطبها عن جدول الأعمال»، علماً ان مصدراً سياسياً إسرائيلياً نفى لوكالة «يونايتد برس» أن «يطرح المسؤولون الإسرائيليون في الولايات المتحدة أفكاراً عن استعداد إسرائيل لتنفيذ انسحابات من الضفة الغربية»، مضيفاً ان «هناك خريطة الطريق التي لم يعلن أحد موتها، وهناك أيضاً خطة التجميع، لكن في هذه المرحلة لا يمكن تنفيذهما».
وأكد المصدر نفسه ان «الجمهور الإسرائيلي ليس جاهزاً في المرحلة الحالية لقبول انسحابات في الضفة بسبب إطلاق صواريخ القسام من قطاع غزة بعد انسحاب إسرائيل العام الماضي من هناك».
وقالت مصادر مقرّبة من أولمرت، بحسب المراسل السياسي لصحيفة «يديعوت أحرونوت»، شمعون شيفر، أنه على «استعداد إلى ان يستجيب فوراً لاثنين من المطالب الرئيسية الثلاثة للزعيم الفلسطيني (محمود عباس): السماح بدخول لواء بدر (التابع لجيش التحرير الفلسطيني) الموجود في الأردن، إضافة الى تسليح قوات الحرس الرئاسي الفلسطيني». وأوضحت هذه المصادر ان «إسرائيل على استعداد للسماح بإدخال آلاف البنادق والوسائل القتالية الأخرى التي ينوي المصريون تقديمها للأجهزة الفلسطينية المتماثلة مع الرئيس الفلسطيني وحركة فتح».
ونقلت «يديعوت» عن رئيس الطاقم السياسي لأولمرت، يورام تروبوبيتش، وعن مستشاره السياسي شالوم ترجمان، قولهما إنهما نقلا لمكتب أبو مازن من طريق رئيس ديوانه رفيق الحسيني، استعداد أولمرت للاستجابة لمطالبه، بل انه «خلافاً لموقف رئيس الوزراء السابق أرييل شارون، أعرب عن استعداده لتحرير سجناء من كل المنظمات (الفلسطينية) بمن فيهم سجناء من حركة حماس وكذلك سجناء قدامى قضوا أكثر من عشرين سنة في السجون الاسرائيلية وأيديهم ملطخة بالدماء».
وعلى رغم المبادرات التي يعد بها أولمرت ومستشاروه الفلسطينيين، إلا ان المؤشرات تفيد ان أولمرت سيسعى خلال لقائه وبوش إلى التأكد من مواصلة التزامه خريطة الطريق وبالشروط التي وضعتها الرباعية الدولية أمام الفلسطينيين، والتي تطالب الحكومة الفلسطينية برئاسة «حماس» بالاعتراف بإسرائيل وبالاتفاقات الموقّعة معها وبنبذ العنف.
وكان رئيس الحكومة الاسرائيلية قد التقى أخيراً، حسبما نقلت صحيفة «هآرتس» أمس عن مصادر في ديوان رئاسة الوزراء، «الجهات التي تعد التقويمات السياسية وأكاديميين وأكثر المتفائلين بمسار أوسلو، لكنهم جميعاً يائسون من الفلسطينيين ومن قدرة عباس على السيطرة على الوضع» في الأراضي الفلسطينية.
من جهتها، قالت ليفني إن «اسرائيل ملزمة تقديم رزمة سياسية جديدة تؤدي الى انطلاق عملية السلام (مع الفلسطينيين)، على ان تكون خطوات حذرة وعلى مراحل».
وأضافت ليفني، خلال اجتماع داخلي لحزب كديما أمس، أن «الوضع في السلطة الفلسطينية لا يمكن ان يكون ذريعة لرفض كل مسيرة سياسية»، مطالبة بوجوب «مساعدة المحافل المعتدلة في السلطة (الفلسطينية) مثل أبو مازن، ووجوب فهم المصالح المشتركة (بين اسرائيل) والفلسطينيين»، إلا انها شددت على ضرورة أن «تجري السياقات السياسية على مراحل كي تنجح، ذلك انه لا رغبة (لدى اسرائيل) في الجمود السياسي».
وقالت مصادر مقربة من رئيس الحكومة الاسرائيلية، بحسب صحيفة «يديعوت أحرونوت»، إن «أولمرت سيثير مع الرئيس الاميركي جورج بوش وعدد من المسؤولين في الادارة الاميركية سبل مواجهة البرنامج النووي الايراني». وشددت هذه المصادر على ان «أولمرت يتوقع ان يسمع من الرئيس بوش ان الولايات المتحدة ستمنح اسرائيل مظلة نووية في حالة تهديد ايران لإسرائيل ومحاولة مهاجمتها».