علي حيدر
بدأت الطروحات والمواقف المتبادلة بين كل من اسرائيل وحزب الله تأخذ مجراها في مفاوضات التبادل بين الجانبين. وفي وقت كشفت فيه صحيفة «يديعوت أحرونوت» أن حزب الله اشترط تحرير سمير القنطار في مقابل تقديم معلومات عن مصير الجنديين الأسيرين، سمحت الرقابة العسكرية الإسرائيلية بنشر خلاصة تقرير طبي أعده جيش الاحتلال يؤكد إصابة الجنديين بجروح خطرة خلال عملية الأسر

كشف المحلل السياسي لصحيفة «يديعوت أحرونوت» شمعون شيفر، النقاب عن أن قرار رئيس الحكومة الإسرائيلية إيهود أولمرت، توجيه رسالة علنية إلى حزب الله تفيد بأنه «ليس في نيّة إسرائيل أن تدفع ثمناً كبيراً في مقابل معلومات عن مصير إيهود غولدفاسر وإلداد ريغف، ناجم عن تقرير طبي أُعدّ في الجيش الإسرائيلي عن عملية اختطافهما. ويبيّن التقرير أن الجنديين أصيبا بجروح وكانا في حالة توجب علاجاً طبياً فورياً».
ونقل شيفر عن مصادر مقربة جداً من اولمرت قولها، إن حزب الله «اقترح خلال المفاوضات السرية اطلاق سمير القنطار في مقابل معلومات» عن الجنديين الاسيرين بالإضافة الى عدد آخر من «المخربين الملطخة ايديهم بالدماء». ورفضت اسرائيل هذا الاقتراح بشكل قاطع، بحسب «يديعوت أحرونوت» التي أشارت إلى أن المفاوضات تجري بوساطة ألمانية، يمثّل إسرائيل فيها عوفر ديكل، مندوباً شخصياً عن أولمرت. كما أكّد شيفر أنّ تقرير الجيش الإسرائيلي عن إصابة الجنديين نُقل إلى عائلتيهما.
وكشفت القناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي معلومات إضافية قالت إن الرقابة العسكرية سمحت بنشرها أمس. وبحسب هذه المعلومات، فإن أحد الجنديين تعرض خلال عملية الأسر لإصابة وُصفت بأنها حرجة وتوجب علاجاً فورياً لإنقاذ حياته، فيما تعرض الجندي الآخر لإصابات خطرة.
وقال كبير المحللين في القناة الثانية، إن المعلومات التي استند إليها أولمرت عندما شكك بوجود الجنديين على قيد الحياة في تصريحه الإشكالي قبل أيام، لم تقتصر فقط على التقرير الطبي الذي أعده الجيش، بل أيضاً على مواد استخبارية «من النوع الذي مكّن الجيش من الجزم بوفاة الجنود الثلاثة الذين أسرهم حزب الله عام 2000».
من ناحيته، قال رونين بروغمان، معلق الشؤون الأمنية في «يديعوت أحرونوت»، إنه بعد اختطاف الجنديين الإسرائيليين، إيهود غولدفاسر وإلداد ريغف، بفترة قصيرة، نُفّذت عمليات استخباراتية عديدة أثمرت عن نتيجة معينة. ومن جملة هذه العمليات، قيام مجموعة من الجنود بجمع آثار في منطقة الاختطاف، في ذروة الحرب وتحت وطأة نيران حزب الله. وأفضت هذه العمليات إلى اكتشاف بقع دم للجنديين المخطوفين في منطقة الحادث، وهو ما رجّح إصابتهما بجراح توجب علاجاً طبياً سريعاً.
وأضاف بيرغمان: «مع ذلك لم يكن في مقدور مكتب رئيس الحكومة وأولمرت نفسه أن يربطا بين مصير المخطوفين وبين قرار إنهاء الحرب على لبنان، فهما لم يعرفا البتة بهذه التقارير. وقد عرفا بها غداة الاتفاق على وقف إطلاق النار، وتحديداً يوم 13 آب 2006 الساعة 12:45، من ضيف من خارج صفوف المؤسسة الأمنية، هو كاتب هذه السطور» (أي بيرغمان نفسه).
وفي السياق نفسه، اعلن وزير الدفاع الاسرائيلي عمير بيرتس، أن «إسرائيل ملزمة إبلاغ عائلات الجنود فقط، بالتطورات والمعلومات التي بحوزتنا، وبالوضع الصحي للجنديين المختطفين». وسئل بيرتس عن تصريحات أولمرت في الأيام الأخيرة والتلميحات التي أطلقها بشأن مصير الجنديين الأسيرين لدى حزب الله، فقال إن «التفاصيل يجب أن تكون سرية».
ورأى بيرتس أيضاً، خلال جولة له على مركز المراقبة والأمن للمجلس الإقليمي «ماطي أشر»، انه «ينبغي الحفاظ على أقصى درجة من السرية من أجل تحقيق أفضل النتائج». وأكد أنه «لا ينبغي إدارة المفاوضات عبر وسائل الإعلام» معلّلا ذلك بأن «كل محاولة لإجراء المفاوضات عبر وسائل الإعلام هي محاولة غير سليمة. لا يخططون للتبادل في وسائل الإعلام». وشدد على أنه من «الممنوع الحديث عن الأسماء وعن الخيارات المختلفة».


آخر الأخبار
ذكرت تقارير إعلامية إسرائيلية أن والد الجندي الأسير إيهود غولدفاسر، أبلغ أولمرت لدى اطلاعه على التقارير الطبية التي أعدها الجيش عن الوضع الصحي للأسيرين، موقفاً مفاده أنه ليس ثمة حاجة إلى إجراء صفقة تبادل إذا لم يكن الجنديان الأسيران على قيد الحياة.