عوزي ديان
يتكرر بث الإخفاقات التي ظهرت في حرب لبنان الثانية من مدينة سديروت، ونجما البث الجديد هما رئيس الحكومة ايهود اولمرت ووزير الدفاع عامير بيرتس، اللذان فشلا ولا يعرفان كيف يصلحان الفشل.
تتكرر أمام أعيننا ثلاثة إخفاقات شهدتها الحرب الماضية:
- لم يدركا حينئذ أن المسألة تتعلق بحرب، وها هما اليوم لا يدركان أيضاً أن المسألة تتعلق بحرب ومن كل النواحي. في حينه، عملا بسرعة وبقصور رؤية، واليوم لا يتّخذان، بكل بساطة، القرارات الواضحة والمهمات المحددة بشكل جيد.
- في حرب لبنان الثانية لم يدركا كيف ينبغي استخدام جيش بري كبير وقوي، بل لم يجنّداه في الوقت المناسب، وها هما اليوم أيضاً يعملان على تموضع الجيش (في غزة)، من دون أي فعل، الذي ينهي انتشاره وينتظر الأوامر التي لا تصله.
- في الحرب السابقة أُهملت الجبهة الخلفية ولم تعلن حالة الطوارئ، إضافة الى فقدان المنظومة الاقتصادية للطوارئ، ولم يعين وزير مسؤول مع صلاحيات وموازانات تهتم بتولي مسائل الجبهة الداخلية.
- ما زالت الجبهة الداخلية مهملة. فبعد سنوات من تلقّي الصواريخ في منطقة غلاف غزة، وبعد عشرة أشهر من الحرب الأخيرة في لبنان، ليس لدى المؤسسات التعليمية وليس لدى السكان خطة تحصين جيدة. ورئيس الحكومة، السيد «الفار من مسؤوليته»، يصل في زيارة خاطفة لمدة عشر دقائق كالسارق في الليل، ثم يترك المنطقة للجمعيات الخيرية وللمحسنين. يتذكرون الآن الإعلان عن «وضع خاص في الجبهة الداخلية، وهو خبر سار، لكن الخبر السيء أن المسؤول عن مصير المواطنين هو نفسه من أخفق في حرب لبنان ولا يزال يعتقد أن «الجبهة الداخلية هي التي ستنتصر»، لا المقاتلين على الجبهة.
- إخفاقات الحرب الأخيرة في لبنان واستمرار هذه الإخفاقات الى اليوم، تتركنا مع إحساس مرعب بعدم وجود قيادة وطريق ومسؤولية. ويتعين علينا القيام بما يمكننا من النجاح بما لم ننجح فيه في حرب لبنان الثانية، أي أن ننتصر.
ثمة ردّ عسكري للهدفين الاستراتيجيين الأساسيين اللذين نواجههما: منع إطلاق الصواريخ الفتّاكة باتجاه سكان سديروت ومحيطها، ومنع تحوّل «حماس» الى حزب الله ثان خلال فترة قصيرة. ويتعيّن لهذه الغاية أن يضاف الى «الاغتيالات»، والى الضغط الاقتصادي والعمليات ضد السلطة الفلسطينية، إدخال القوات العسكرية الى المناطق التي تُطلق منها الصواريخ، وإعادة احتلال منطقة محور فيلادلفي، والسيطرة على الحدود الاسرائيلية المصرية التي كان علينا ألا نخليها أبداً.
الرد العسكري المشار اليه، يجب أن يستخدم من أجل منح سكان سديروت ومحيطها الأمن، المتوجّب على الدولة تأمينه لهم ولكل مواطن يسأل كيف يمكن الاعتماد على أولئك الذين فشلوا في لبنان ولا يمكنهم أن يقدموا رداً على صواريخ «القسام»، وبالتأكيد لا يعرفون كيف يواجهون التهديد النووي الإيراني.
قال مئتا الف إسرائيلي بصوت واضح لرئيس الحكومة ولوزير الدفاع، في التظاهرة التي شهدها ميدان رابين، ما يفكر فيه معظم الإسرائيليين: فشلتما، وأنتما لا تعرفان إصلاح الأمور، لذلك عليكما بالاستقالة. إن أغلبية الشعب الذي يراقب اليوم ما يجري في سديروت، عشية عيد نزول التوراة، وبألم وهلع، يدرك ما لا يريد أن يدركه رئيس الحكومة: لا فرصة ثانية في الحرب، فيا أيها المستمرون في فشلكم، استقيلوا.