strong>محمد بدير
نشرت لجنة فينوغراد أمس شهادة وزير الصناعة والتجارة ونائب رئيس الحكومة، رئيس حركة شاس إيلي يشاي، الذي كان خلال عدوان تموز عضواً في «منتدى السباعية» المقلص، الذي ضم إيهود أولمرت وعامير بيرتس وتسيفي ليفني وشمعون بيريز وشاؤول موفاز وآفي ديختر.
واعترف يشاي، في إفادته، بأنه «كان ثمة شعور بأننا لسنا جاهزين ومستعدين بشكل كاف لمواجهة قدرات (حزب الله)، الذي كان ثمة إدراك يفيد أنه مستعد بشكل أكبر بكثير، بشكل جدي وأقوى مما في السابق». ورغم ذلك، قدّر يشاي الإنجازات السياسية للعدوان بأنها كانت ممتازة، فيما اكتفى بتوصيف الإنجازات العسكرية بالجيدة. وقال يشاي «لقد اعتقدت أنه يمكن تحقيق هذه الإنجازات في الأيام الأولى من دون الدخول برياً... من الممكن ــــ وأنا لست خبيراً في علم النفس ـــــ أن الشعور بأن الجيش الإسرائيلي قادر على كل شيء، وأنه لا يمكن أحداً التغلب علينا، هذا الشعور خلق توقعات عالية جداً واستمر ذلك وقتاً طويلاً. أنا أقول بيقين مطلق: لو أننا حققنا تلك الإنجازات في الأسبوع الأول أو حتى في منتصف الأسبوع الثاني، لكنا خرجنا منتصرين انتصاراً واضحاً. وما كان أحد سيعترض على ذلك. لكن الكاتيوشا استمرت وقتاً طويلاً وهذا أثار علامات الاستفهام وغيّر موقف الرأي العام».
ومن المعروف أن يشاي كان من معارضي الدخول البري إلى لبنان خلال الحرب وكان ممن امتنعوا عن التصويت لدى إقرار العملية البرية الواسعة في المجلس الوزاري المصغر في اليومين الأخيرين من العدوان، وهي العملية التي قتل فيها 33 جندياً إسرائيلياً من دون أن تحقق أياً من الأهداف التي حددت لها. ورداً على سؤال من جانب أعضاء اللجنة عن سبب هذه المعارضة، قال يشاي إنه يعتقد أنه «لم يكن يجب إعادة قدرة الردع الإسرائيلية بثمن مقتل 500 جندي إسرائيلي». وأضاف «لو كان صوتي مقرراً، لصوّتّ ضد، لكن بما أن صوتي لم يكن مقرراً فقد أردت الحفاظ على التضامن». وتابع «لقد أردت أن تنتهي الحرب خلال أيام معدودة وأردت أن تُضرب البنية التحتية (لحزب الله) بشدة، وخفت من التوغل البري في عمق لبنان».
وسأل القاضي إلياهو فينوغراد يشاي عما إذا كانت ثمة أسئلة لم تحظَ بأجوبة من جانب الجيش ومخططي العملية البرية، فقال يشاي "سأُجيبكم بالأجوبة التي أتذكرها. أنا قلت فعلاً ـــــ حسناً، سندخل، ماذا بعد؟ ماذا سيحصل؟ ماذا سنربح بعد أيام، أسابيع أو أشهر؟ عدد معيّن من القتلى، ونعود أدراجنا. ما الجدوى؟». وأضاف «عززت بذلك الرأي المؤيّد لعدم الدخول البري... الجيش عرض خيارات عديدة، أنا قلت آرائي. أنا أكرر القول اليوم ـــــ لا أعتقد أنه يجب الدخول بكل قوتنا العسكرية، حتى لو تدربنا الآن سنتين أو ثلاثاً، ليس سليماً الدخول البري في مقابل جيش عصابات ذكي».
ورأى يشاي أن إسرائيل فشلت في أدائها الإعلامي خلال الحرب «وأبقت المنصة للعدو، فلم يمر يوم من دون أن يهبط (الأمين العام لحزب الله السيد حسن) نصر الله المعنويات قائلاً اليهود يخسرون»، وخلص إلى أن «حرب لبنان الثانية لم تحسن قدرة الردع للجيش الإسرائيلي».
وشدد يشاي على أن الحكومة الإسرائيلية عملت بتسرع في أكثر من حالة، وقال «لم أحب وتسرعنا في إصدار العناوين»، في إشارة إلى القرارات التي اتخذتها الحكومة الإسرائيلية والتصريحات التي أطلقتها القيادة الإسرائيلية أثناء الحرب. وأضاف «لقد تسرعنا بالإعلان عن أننا خسرنا».
إلى ذلك، بدأ أهالي الجنود القتلى من الجيش الإسرائيلي تسلم التحقيقات عن ملابسات مقتل أولادهم خلال عدوان لبنان. وستستمر عملية تسليم التحقيقات إلى 119 عائلة لأسابيع.