مهدي السيد
نقلت صحيفة «هآرتس» أمس، عن تقرير سُلِّم إلى مقر الأمم المتحدة في نيويورك قوله إن قوات «اليونيفيل» العاملة في جنوب لبنان، فكَّكت أكثر من 90 في المئة من «المحميات الطبيعية» التابعة لحزب الله جنوبي الليطاني، وإنه جرى تفجير الأسلحة التي عُثر عليها داخلها، وبينها صواريخ «كاتيوشا» ومنصات إطلاقها وموادّ متفجرة.
ويفيد التقرير، بحسب «هآرتس»، بأن قوات «اليونيفيل» كشفت 33 محمية طبيعية، تشمل ملاجئ وقنوات تحت الأرض، يضم بعضها «محميات فرعية» عديدة، بناها حزب الله خلال السنوات الست الواقعة بين انسحاب عام 2000 وعدوان تموز.
وأظهر التقرير أن عمليات التفتيش التي أجرتها «اليونيفيل»، تكشف عن أن حالة «المحميات سيئة، وهو ما يدل على أن مقاتلي حزب الله قلَّلوا حضورهم إليها بعد الحرب»، وأنه «يبدو أن حزب الله لا يشغل هذه الأماكن، لكنه يرسل بين حين وآخر ناشطيه، بشكل سري، لإجراء أعمال صيانة في بعضها»، مشيراً إلى أن القوات الدولية عثرت في «محميات أخرى على قذائف صاروخية صدئة».
وأشارت «هآرتس» إلى أن «حزب الله يعمل الآن على نقل جزء من منظومته الصاروخية إلى داخل عشرات القرى المنتشرة في جنوب لبنان، في حين أن صواريخه البعيدة المدى موجودة شمالي نهر الليطاني، لكن الجهود متواصلة لنقل بعضها إلى جنوبيّه، حيث تسيطر اليونيفيل».
وكشفت الصحيفة عن أن «إسرائيل، نقلت في الفترة الأخيرة تحذيرات عديدة إلى حكومة لبنان، قالت فيها إنه إذا اندلعت الحرب مجدداً، وأطلق حزب الله صواريخ من القرى اللبنانية في الجنوب باتجاه إسرائيل، فإن الجيش الإسرائيلي لن يتردد في تدمير هذه القرى بشكل كامل بعد تحذير مواطنيها ودعوتهم إلى مغادرتها».
وذكرت الصحيفة أن مقاتلي حزب الله كانوا «قد أطلقوا من هذه المحميات»، خلال عدوان تموز الماضي، «جزءاً كبيراً من الصواريخ، وخصوصاً القصيرة المدى، باتجاه شمال إسرائيل»، مشيرة إلى أنه «كان بحوزة شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية معلومات عن مواقع أغلب هذه المحميات، إلا أنها لم تملك، في معظم الحالات، معلومات عن حجم السلاح فيها».
وذكرت «هآرتس» أن النشاط المتزايد لقوات اليونيفيل، أثار «استياءً» لدى حزب الله، مشيرة إلى أن السلطات الإسرائيلية تفهم، انطلاقاً من هذه الخلفية، عملية التفجير التي استهدفت أخيراً آلية تابعة لقوات الأمم المتحدة، وأدت إلى مقتل ستة جنود من الكتيبة الإسبانية.