strong>علي حيدر
ذكرت صحيفة «معاريف» الإسرائيلية أمس أن الجيش الإسرائيلي سيجري «قريباً» سلسلة من المناورات الكبيرة على هضبة الجولان السوري المحتل.
وأوضحت الصحيفة أن الإسرائيليين أبلغوا دمشق أنه «لا توجد أي خطة لمهاجمة سوريا، والأمر يتعلق بتدريبات دفاعية فقط»، وأن ما يقوم به الجيش الإسرائيلي من نشاطات «هي جزء من مجموعة تدريبات ضمن سياق استخلاص العبر من حرب لبنان الثانية».
ويبدو أن حرص إسرائيل على إبلاغ دمشق يعود إلى محاولتها تفادي أي تفسير سوري يؤدي إلى ديناميكية تصاعدية ينتج منها تدهور في الوضع بين سوريا وإسرائيل، وخاصة في ضوء التوتر القائم بين الدولتين.
وأشارت الصحيفة إلى أن هذا التوتر أتى في أعقاب أقوال الرئيس السوري بشار الأسد، إنه «إذا لم تستجب إسرائيل لدعواته إلى إجراء مفاوضات من أجل إعادة الجولان بالطرق السلمية، فإن سوريا ستستعد لاحتمال الحرب».
لكن الصحيفة عادت وأكدت أن التدريبات ستجري بناء على أوامر رئيس الأركان غابي أشكنازي، لاستكمال خططه بناء على فرضية نشوب حرب بين سوريا وإسرائيل الصيف الجاري.
وذكَّرت الصحيفة بالتعارض بين آراء أجهزة الاستخبارات في ما إذا كانت سوريا صادقة في تصريحاتها بخصوص التوصل إلى اتفاق سلام مع إسرائيل. وأوضحت أن التقديرات الإسرائيلية تشير إلى أن الاستعدادات السورية دفاعية في أغلبها وإلى عدم وجود أي إشارة إلى مهاجمة إسرائيل.
لكن «معاريف» عادت وأكدت أن «سوريا قادرة على الانتقال من وضع دفاعي إلى هجومي خلال وقت قصير. ويخشون في إسرائيل من أن تؤدي عملية التصعيد المتدرجة في نهاية الأمر إلى الحرب، كما يخشى السوريون من أن تبادر إسرائيل إلى مهاجمتهم».
وأشارت الصحيفة إلى أن الجيش السوري يركز في هذه الأيام استعداداته لحرب محتملة، كذلك زادت سوريا في الفترة الأخيرة وتيرة شراء وسائل قتالية متطورة من روسيا، عبر المساعدات المالية التي تحصل عليها من حليفتها إيران.
وفي السياق، رأت «معاريف» أن الخطر الكبير يكمن في اتخاذ قرارات غير سليمة عندما تكون الأعصاب مشدودة، وخاصة عندما يتعلق الأمر بدول كإسرائيل وسوريا، اللتين وصلتا إلى صيف متوتر جداً.
ورأت الصحيفة أن «مصدر التوتر معروف، وهو نتائج حرب لبنان الثانية التي أضعفت قدرة الردع الإسرائيلية». ولإظهار أهمية المواقف التي يطلقها الطرفان الإسرائيلي والسوري، لفتت الصحيفة إلى أن «الكلام لا يقتل، لكنه يخلق ديناميكاً من التصعيد. هذا بالضبط ما يحصل بين إسرائيل وسوريا. الطرفان لا يتحملان المخاطرة، لذلك يستعدان لحرب محتملة». وأضافت «معاريف» أن «العملية وصلت إلى ذروتها في هذه الأيام، حيث يحاول كل طرف تحليل نيات الطرف الثاني، إن كان يستعد لهجوم، أو فقط للدفاع».
واستعادت الصحيفة في هذا السياق الحادثة التي ضلل فيها عميل «الموساد» يهودا غيل قيادته في خريف عام 1996، عبر إيصاله معلومات كاذبة إلى قيادته، وهو ما دفع في حينه الجيش الإسرائيلي إلى تعزيز قواته في الجولان واتخاذ السوريين خطوات مضادة، وكاد يسبب مواجهة بين سوريا وإسرائيل. ولم يتبدد التوتر إلا بعدما اكتشف كذب غيل وأرسل إلى السجن. وتساءلت الصحيفة في أعقاب ذلك عن مدى صعوبة هذا التحليل، في إشارة ضمنية إلى مخاوفها من تكرار هذا السيناريو لكن بنتائج مختلفة.